أعتقد ان هذه الفترة يمكن ان يطلق عليها فترة انتقالات اللاعبين السياسيين الصيفية، ففي اقل من 3 اشهر هي فترة الصيف، الذي لم يضع أوزاره بعد، شهدنا تغييرات جذرية في مواقف عدد من السياسيين البارزين، ما يعني انهم انتقلوا من معسكر الى آخر، او من ضفة إلى أخرى، فتغيرت لغة خطابهم بالكامل بل بعضهم تغيرت لغته 180 درجة كاملة.
****
انتقالات السياسيين أمر طبيعي في الكويت، وفي بلدان ديموقراطية حقيقية لا نشهد مثل هذه التحولات الجذرية في مواقف السياسيين، وإذا ما حصل وقام سياسي بتغيير موقفه او مبدئه او تحول من معسكر الى آخر فإنه يقوم «أدبا» بخطاب يكشف فيه عن سر تحوله أمام مريديه وجمهوره، ولكن لدينا في الكويت تجد السياسي ينتقل من معسكر الى آخر ومن فريق الى آخر وينتقل من الضد الى النقيض دون أن يبرر، ويدور بين المعسكرات كأنه «يتمشى في بسطات سوق الجمعة»، فلا يبرر ولا يكشف سر تنقلاته بين البسطات السياسية بل انه لا يرى في الأمر حاجة.
****
طبعا مثل هذا السياسي يواجه في الديوانيات عن سر تحوله، وطبعا كالعادة يبرر بأنه اكتشف ان الذي كان يسير فيه خطأ، وانه وجد الصواب لدى المعسكر الجديد الذي تحول اليه، والمطلوب منا ان نصدقه، بل ان نكبر فضيلة اعترافه بالخطأ، وان نرفع العقال له ونحييه لشجاعته، غير ان الغالبية يعلمون ان الامر قائم على المصالح، وأنه لا شأن لتحوله بتغيير المسار من جادة الخطأ إلى طريق الصواب.
****
حتى راعي البقالة اللي بآخر شارعنا يعلم ان هذا السياسي غير موقفه وخطه اتباعا لمصلحة انتخابية او مصلحة سياسية شخصية وليست عامة، ومع هذا يجب علينا ان نقتنع بتحوله، بل ان نلتمس له العذر حتى وان لم يعتذر.
****
على كل من غيروا موقفهم من السياسيين منذ 2010 حتى اليوم ان يعلنوا لنا سبب تحولاتهم الجذرية، ذلك ان بعض تلك التحولات لا يصدق، فقد انتقل من أقصى اليمين الى أقصى الشمال دون تدرج ودون موقف سابق يهيئ له امام الجمهور هذا التحول، ولكن ما نراه ان بعض الساسة ينامون يمينيين ويصحون في اليوم التالي يساريين حتى النخاع، وعلينا ان نصدق ونبلع ونتجاوز عنهم.
****
اللاعب الايطالي الشهير لوكا توني يعتبر اشهر لاعب في العالم عرف بكثرة تنقلاته بين الأندية، فقد تنقل بين 14 ناديا طوال فترة احترافه.
فكم لوكا توني لدينا في المشهد السياسي المحلي؟!
[email protected]