هناك أطباء تضعهم على الجرح «يطيب» وهناك أطباء تضعهم على الجسد السليم فيشلونه، وسأتحدث عن القسم الثاني حيث تعاملت مع اثنين منه في أقل من أسبوع، فقد تعرض ابني الصغير الذي لم يكمل عامه الثالث يوم الخميس الماضي لحروق من الدرجة الثانية وتوجه به أخي إلى مستوصف القصر حيث عاينه طبيب الأطفال الذي كان مناوبا يومها ومنحه مرهما و«بنادول» وطلب من أخي إعادة طفلي الصغير إلى البيت بعد أن قام بلف جسده الصغير بالشاش، الطبيب الذي عاين ابني اكتفى بالبنادول رغم أن حالته كانت تستدعي نقله للمستشفى، المهم أنني وبعد حضوري إلى المنزل هالني منظر ابني فنقلته إلى مستشفى خاص وصدم الأطباء، كيف أنه تمت تغطية الحروق بشاش طبي، وقاموا بإزالته ومنح ابني تعقيما للجروح وهو ما لم يفعله طبيب «القصر» ووصفوا له مضادا حيويا كإجراء طبيعي في مثل هذه الحالات.
وجود ذلك الطبيب كارثة بل التعاقد معه من الأصل كارثة الكوارث ووجود أمثاله خاصة في المستوصفات أكثر من ڤيروسات الحساسية بل إن الكارثة هي أنه لا تتم محاسبة أمثال هذا الطبيب ولا حتى توجد جهة رقابية حقيقية عليه ومع هذا نجد من يأتي ويطالب بحماية الأطباء، فلتحموا المرضى من أمثال هذا الطبيب الذي أعتقد أنه وحتى اليوم لايزال يصف البنادول لمرضى الحروق ومرضى تصلب الشرايين ومرضى القلب، لنتخيل أن الطفل الصغير المصاب هو ابنه فهل كان سيكتفي بالبنادول؟ أم هل كان سيخالف أبسط التعليمات الطبية ويقوم بلف جسده الغض بشاش يضره أكثر مما ينفعه.
وقبل اسبوع من حادثة جاسم كان ابني البكر محمد قد سقط على قدمه وعجز عن المشي «هالعايلة الظاهر حايشتها عين» ونقلته إلى المستشفى وهناك طلب طبيب العظام المناوب أن أجري له أشعة، وعدت إليه وتناول ورقة الأشعة التي أمامه وقال دون حتى أن يكلف نفسه النظر إلى قدم ابني: «كسر بسيط ودوه للجبس» وقبل أن يكمل جملته قال له الممرض الكويتي الجالس بجانبه «يا دكتور هذه ليست أشعة المريض محمد»، ودون أن يلتفت أو يتغير لون جبينه درجة واحدة قال الطبيب «آه صحيح» ثم تناول أشعة ابني وليست أشعة المريض الثاني وقال «كدمة بسيطة» ووصف له بنادول وكأنه كان يلعب مع ابني لعبة «كسر.. لأ.. ماكو كسر».
تخيلوا لو أن الممرض لم ينتبه وقام بتجبيس قدم ابني، هذا الطبيب ألا يستحق أن تكون فوق «دماغه» جهة رقابية تقيم عمل هؤلاء الأطباء بشكل دوري، ألا توجد جهة رقابية واحدة تحصي أخطاء الأطباء، وما وقع لولديّ يعتبر أبسط وأهون أنواع الأخطاء الطبية.
هل توجد جهة معينة تستقبل شكاوى المرضى من أخطاء الأطباء؟ سألت وتقصيت وتوصلت إلى أنه لا وجود لجهة مختصة بالتحقيق في شكاوى المرضى، وهذا المقال هو بمثابة شكوى رسمية موجهة إلى وزير الصحة د.هلال الساير ضد هذين الطبيبين حتى يتم إنشاء قسم خاص لاستقبال شكاوى المرضى من الأطباء. وفي الختام لابد أن أؤكد أن الأطباء الجيدين أكثر من النوع الذي أتحدث عنه في هذه المقالة «الشكوى».
[email protected]