[email protected]
عندما كتبت مقالة «نواب الرابعة.. انجح وسكر تلفونك» اتهمني البعض بالتحامل على نواب «الرابعة»، والبعض وجد أنني بالغت كثيرا، والحقيقة أن ما ذكرته حالة عامة تتكرر كل انتخابات وفي كل دائرة وليس في الدائرة الرابعة فقط، بل هي ظاهرة عامة أن يقوم المرشح بتغيير رقم هاتفه أو إغلاقه وأحيانا إغلاق ديوانيته حالما يحالفه الحظ ويصل الى البرلمان، فالغالبية ما إن يصل إلى البرلمان ويجلس على الكرسي الأخضر حتى ينسى من أوصلوه إلى المجلس وينسى وعوده لهم سواء وعوده الخاصة بمعاملاتهم أو وعودهم العامة بان يكون صوتهم الشعبي في المجلس ويدافع عن حقوقهم.
ومن طرائف ما يروى عن طريقة هرب نائب من ناخبيه من أصحاب المعاملات، أنه كان يطلب منهم أن يلحقوا به بسياراتهم إلى حيث الوزارة التي يريدون تخليص معاملاتهم ثم ينطلق بسيارته الحديثة ذات السلندرات الثمانية بسرعة كبيرا تاركا وراءه المساكين من أصحاب المعاملات يحاولون اللحاق به بسياراتهم الأربعة سلندر، فبينما يشق عباب الطريق يعلقون في الإشارات أو الازدحام، وكان هذا سبب رئيسي لفشله في النجاح في أي انتخابات أخرى لاحقا.
أما أحد النواب فيقوم بملء ديوانيته الأسبوعية بضيوف مستأجرين، أي ان نصف حضور ديوانيته الأسبوعية على الأقل مدفوع الأجر ممن يأتون الى حفلات الزفاف بـ ٥ دنانير للشخص، وهؤلاء الضيوف المستأجرون يمكن أن تستعين بهم من أي مكتب أفراح، فيحضرون حفل عشاء أو غداء فقط ليملأوا ديوانك أو مقر حفلك ليظهر للناس انك شخص مهم ومحبوب وتتمتع بحضور كبير بين أبناء منطقتك، وهذا النائب كشف الجميع خدعته إذ انهم عندما يحضرون ديوانه الأسبوعي لا يعرفون ايا من الحضور الذي يملأ جنبات الديوانية، فلا هم من أقرباء النائب ولا من أبناء منطقته ولا دائرته، وهذا للأمانة أسلوب جديد للترويج الدعائي اجتماعيا اعتقد أن هذا النائب أول من يستخدمه، وآخر من يستخدمه أيضا لأنه سيؤدي إلى خسارته الانتخابات المقبلة حتما.
ولأثبت لأحد الأصدقاء أن ما ذكرته في مقالتي ليس تحاملا، طلبنا أرقام هواتف أربعة نواب من الدائرة الرابعة، وقمنا بالاتصال عليهم وكلها كانت في حالك معلق، ثم أرسلنا رسالة بطلب الاتصال، ولم يرد أي منهم، مع انهم كما يشاع عنهم انهم نواب خدمات.
عامة، النائب في الدائرة الرابعة غالبا ما ان ينجح يتحول الى مسؤول حكومي ببشت نائب، فإذا ما أردت إنجاز معاملة لك كناخب قمت بالتصويت له فعليك أن تتجه الى منزله لتعطيه معاملتك أو تعطي سكرتيره، واذا ما أردت ان تنجز معاملتك سريعا فعليك ان تعرف واسطة في مكتب النائب ليعجل إنهاء معاملتك.
فتتحول ديوانية النائب الى مقر أرشيف وارد لاستقبال المعاملات من كل أرجاء الدائرة، وغالبا لا يصدق النائب في تخليص أي منها بل يقوم بالتركيز على فئات معينة وشرائح معينة من أقربائه وأبناء الدائرة ليخلص معاملاتهم أما البقية فيبيعهم الوهم بجمل:«ابشر» و«هاليومين»، و«بس اشوف الوزير»، و«عطني بس لي آخر الشهر».
توضيح الواضح: النائب الذي يريد أن يتوسط لك حقيقة ويخلص معاملتك ليس بحاجة الى كتاب تشرح فيه طبيعة معاملتك، بل لو كان صادقا معك لرفع سماعة الهاتف أمامك واتصل بالمسؤول المعني، حيث موضوع معاملتك وطلب منه تخليصها، أما أعطني ورقة معاملتك وملف أوراقك وغيرها فـ ٩٩% هو لن يفعل لك شيئا.