في أغسطس 2008 كتبت مقالا هنا في «الأنباء» تحت عنوان «قطر من دكة الاحتياط إلى لاعب رئيسي» وتناولت في ذلك المقال تفصيل رحلة التحول القطرية السياسية الاقتصادية الناجحة، تلك التجربة التي جعلت منها لاعبا رئيسيا ليس في إقليمنا الخليجي فقط بل في العالم العربي كافة، وتحولت معه من مجرد إمارة بترولية غنية إلى عنصر فاعل في أي معادلة سياسية في المنطقة.
استعرضت في تلك المقالة عدة نقاط عن قطر ولكن ابرز ما ذكرته في تلك المقالة الفقرة التي تناولت فيها صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني عندما كان وليا للعهد، وكتبت ما نصه: «يهتم الشيخ تميم بالسياسة المحلية القطرية أكثر من اهتمامه بالشأن الخارجي لإيمانه بأن إصلاح البيت من الداخل أولا ومن ثم السعي لإصلاح بيوت الجيران، وقد كان ذلك، حيث أقام في بلده عددا من المؤتمرات الداعية للديموقراطية وفي عهده أقر ميثاق الدستور القطري، واهتم بالجانب الرياضي اهتماما غير مسبوق في الخليج برئاسته لأكاديمية التفوق الرياضي، ويكفي انه عندما ترأس مجلس إدارة اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة عام 2006 في الدوحة بهر العالم حتى أن عمدة نيويورك نفسه وبعد ان شاهد حفل الافتتاح الباهر قال: «نساند الدوحة وبقوة في مساعيها لاستضافة أولمبياد 2016»، وفي تصريح للشيخ تميم بعد إشادة عمدة نيويورك قال: «نسعى أيضا إلى استضافة كأس العالم 2018».
مقالتي كانت في 2008، وذكرت أن حلم الشيخ تميم الذي أطلقه قبل 11 عاما استضافة كأس العالم 2018 ولكنه حلم تأجل تحقيقه لتفوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، تأخر الحلم دورة واحدة ولكنه تحقق في النهاية، وهذا الشأن الرياضي يمكن القياس به على النزعة السياسية الخارجية القطرية لتستمر عنصرا فاعلا في أي معادلة سياسية، ليستمر الحلم، وهو بالمناسبة حلم مشروع مادام لا يتعارض مع مشاريع الاستقرار في المنطقة.
اليوم تستمر قطر تحت قيادة الأمير تميم بن حمد وبخطوات لا يمكن إنكار اثرها، تصطدم ببعض العوائق أحيانا ولكنها تعبر بطريقة أو بأخرى في عالم السياسة المتلاطم.
بالأمس حل سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني ضيفا على صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وفي بلده الثاني، في زيارة تأخذ طابع «المواجيب» بين الأشقاء، وهو ما نأمله ونتأمله، وله منا أن نقول له: «حللت أهلا ووطئت سهلا».
توضيح الواضح: تداول المغردون الكويتيون منذ إعلان توقيت الزيارة صورة للعداء القطري طلال منصور يرفع علم الكويت بعد فوزه بالميدالية الذهبية لبلاده في سباق الـ 100 متر في أسياد بكين 1990 عندما كانت بلادنا تحت الاحتلال الصدامي، فكانت صورة بألف صورة من أشقاء لنا في الدم واللغة والمصير.
توضيح الأوضح: ما يبدو أنه خلافات خليجية - خليجية اليوم هو أقرب منه إلى التباين في وجهات النظر الذي يمكن أن ينتج عنه لاحقا حركة تصحيحية لجميع الأقطار الخليجية بما يصب في صالح الانطلاق نحو الوحدة الكونفيدرالية المأمولة، وهو ما سأوضحه في مقال لاحق، ودمتم.
[email protected]