عادة المراكز الثقافية التي تحمل أسماء شخصيات لا تحمل في رسالتها أو شكلها أي قيمة أدبية أو ثقافية أو إنسانية عدا كونها مجرد واجهة بريستيجية ترويجية لمن يحمل هذا المركز الثقافي اسمه، ولا يقدم في الحقيقة أي شيء سوى انه مجرد ترويج وجاهي لصاحبه، وهذه المراكز منتشرة في أرجاء الوطن العزبي تارة تحمل اسم مركز ثقافي وتارة إعلامي وآخر اقتصادي أو حتى ديموقراطي، ولكنها مجرد وجاهة لا أكثر.
ومن خلال تجربة شخصية وحيّة لي وجدت خلال زيارتي للإمارات قبل أعوام أن مركز الشيخ سلطان بن زايد للثقافة والإعلام الذي يقع وسط العاصمة أبوظبي هو مركز بعيد كل البعد عن دوائر الضوء والبهرجات الإعلامية والترويج البروباغندي رغم انه يحمل اسم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة، وكما قلت رغم هذا وبعيدا عن الأضواء اللامعة يقدم هذا المركز عبر نشاطاته الثقافية ومحاضراته ونشراته قيما أدبية رائعة، ومحاضرات إعلامية تواكب الواقع الحالي وبعضها يستحق حتى أن يكون بابا لدراسات أطروحات دكتوراه.
المركز الذي يديره الشيخ خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، يتميز بكونه مركزا يقدم قيمة ثقافية مركزة في نشاطاته ويقدم رسائل إعلامية هادفة، وإصدارات أدبية ثقافية إعلامية ومشاركات في اغلب الفعاليات الأدبية في الإمارات، بل يستقطب ويستكتب ويستضيف كتابا وأدباء وإعلاميين من أنحاء الوطن العربي ليقدموا تجاربهم ورؤاهم لرواد المركز وأعضائه.
وللشيخ سلطان بن زايد آل نهيان أيضا دور تراثي حيوي في بلده الإمارات، إذ إن مهرجان سلطان بن زايد التراثي الذي يحمل اسمه انطلق كمهرجان تراثي منذ ١٣ عاما ويعتبر أول مهرجان تراثي خليجي شامل لجميع أنواع الفنون الشعبية من مزاين الإبل إلى المسابقات التراثية المنوعة إلى الأمسيات إلى عرض بانورامي حي للأسواق التراثية، وينظم هذا المهرجان نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد.
نعم، كما ذكرت ليس كل مركز يحمل اسم شخصية ما هو للوجاهة أو البرستيج الإعلامي، وفخر لنا كخليجيين أن تكون مثل تلك المراكز خرجت من ارضنا.
[email protected]