المجلس الحالي ويقينا لن يكون له أي دور في أي مشروع مصالحة سياسية شاملة نطمح إليها ونأملها، ولن يكون لهذا المجلس وكما هو واضح في أداء نوابه بشكل عام أي دور في أي مصالحة سياسية شاملة تكون طريقا لإعادة الجميع إلى طاولة المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، نعم الانتخابات البرلمانية مقبلة لاعتقادي بأن المجلس الحالي في ظل الأوضاع الطبيعية لن يكتب له الاستمرار دور انعقاد آخر، ويجب أن يرحل لأسباب متعددة أهمها انه مجلس لم ينجز شئيا يذكر خلال دور انعقاد كامل اللهم إلا قانونا أو قانونين أحدهما أعلنت الحكومة نيتها رده وعدم الموافقة عليه وأنها لن تمرره وهو قانون تقاعد العسكريين، أي ان المجلس يقر قانونا والحكومة ترده، وكذلك الحكومة تطرح قانونا او تتبناه وتمرره، وهنا أعيد وأكرر ان قانون ضريبة القيمة المضافة الذي وافقت عليه الحكومة وأقرته ستحيله الى مجلس الأمة، وأذكركم بأن هذا القانون سيمر وبأغلبية ولن يقوى البرلمان على رده، لأن حتى من أعلن رفضه لقانون القيمة المضافة هو إما قريب من الحكومة او انه دخل في حلف طويل الأمد معها.
لذا لا أحد يرجو شيئا من المجلس الحالي، لا دفاعا عن مكتسبات شعبية ولا حتى دفاعا عن جيب المواطن الذي «ستلعن خيره» ضريبة القيمة المضافة.
لذا ان نتحدث او نأمل ان هذا المجلس سيقود لواء مصالحة سياسية شاملة هو أمل مضحك، لأن هذا المجلس غير قادر أصلا على حماية مستحقات ناخبيه، وغير قادر على أن يشكل هوية سياسية واضحة له، فلا هو بالإسلامي ولا الليبرالي ولا التقدمي ولا القبلي، بل هو مجموعة من الأشخاص قررت ألا تفعل شيئا وهي تمتلك كامل الصلاحيات للفعل والتغيير والرقابة.
أن يأتي نائب ويهدد بالاستجواب اذا فعلت الحكومة كذا او ذاك، وآخر يطرح نيته لتقديم أكثر من استجواب دون ان يسمي من يستهدفهم، ونواب يكتفون بالتصعيد السياسي عبر تويتر، فاعلم انهم غير جادين، لأن من يريد تفعيل أدواته الرقابية لا يهدد ولا يمهد، بالعربي: «تدل الأمانة العامة لمجلس الأمة.. روح وأودع استجوابك.. وفكنا»، عدا ذلك مجرد كلام للاستهلاك السياسي اليومي، وخدعة قديمة جدا تعود الى العام ١٩٨٦ وهي أن تهدد ولا تستجوب.
كما تسبب قانون زيادة البنزين في إسقاط نواب مجلس ٢٠١٣ فإن قانون القيمة المضافة سيسقط نواب مجلس ٢٠١٦، والمعادلة سهلة جدا، المواطن الكويتي يمكن أن يسامحك بكل شيء ويتجاوز عن زلاتك ولكن عندما يأتي الأمر إلى قوت يومه فهنا سيعاقبك بأقرب صندوق انتخابي أمامه.
[email protected]