الأوراق السياسية مكشوفة اليوم أمام الجميع، فالكل الآن حتى أقل الناس اهتماما بالسياسة يعلم من يتبع من ومن يدعم من ومن يتحالف مع من، ومن يقف وراء من، ولا يمكن لأي سياسي مهما بلغ حجمه او منصبه ان يستغفل الناس في زمن أصبح الكل يلعب على المكشوف.
***
وللأمانة، كلكم مكشوفون لدى عامة الناس، فلم يعد هناك رهان على نسيان العامة، فرجل الشارع البسيط اصبح وبفضل الانفجار المعلوماتي بسبب وسائل التواصل الاجتماعي أصبح أكثر وعيا من اي وقت سبق او بالأصح أكثر اطلاعا من اي وقت سبق، فنحن الآن جميعا نعلم من يصرح لصالح من ومن يستجوب لصالح من ومن يتحالف لأجل من، فلم يعد هناك ما يكفي لإخفاء تحالفات الساسة أمام العامة.
***
يا سادة، يا أعضاء مجلس الأمة أنتم مكشوفون الآن وتحت دائرة الضوء، فأي قرار تتخذونه أو أي تصريح سيعرف الجميع لصالح من ولأجل من اتخذتموه او صرحتم به، فزمن استغفال الناخبين قد انتهى، والانتخابات القادمة القريبة جدا ستثبت للنواب ان زمن الاستعراض السياسي قد ولى الى غير رجعة، ودغدغة العواطف والمشاعر لم تعد خدعة نافعة مع الشعب الذي شبع ومل من خداع الساسة وألاعيبهم، فإخراج الأرنب من قبعة الساسة لم تعد تدهشنا، فأغلب الساسة الآن أشبه بالساحر الذي يحيي حفلات أعياد الميلاد، ألاعيبه كلها مكشوفة.
***
المنهج السياسي القديم في ادعاء الوطنية في اي قرار او تصريح او مشروع لم يعد مجديا في زمن سقطت فيه أغلب الأقنعة عن التحالفات.
وأعتقد ان الانتخابات القادمة - أيا كان موعدها - ستكون مفصلية في تغيير خارطة المشهد السياسي الذي تغير جزء منه كما اتضح بعد التشكيل الحكومي الأخير.
***
من أراد أن يحقق نجاحا سياسيا حقيقيا فعليه أن يراهن على الشعب، على الناس، لا على التحالفات مع الأقطاب أو الكتل، الناس كانوا سبب التغيير في كل حالات التغيير في المشهد السياسي منذ 2011، وهم من غير خارطة البرلمان في الانتخابات الأخيرة، هم الناس وليس الساسة او الكتل او التحالفات او الأقطاب، الناس وحدهم هم وقود التغيير نحو الأفضل.
الوعي المتنامي بين أفراد المجتمع هو باب مسار اي تغيير قادم، فراهنوا على الشعب ولا تراهنوا على اي شيء آخر، فكلهم يتغيرون، الشعب وحده لا يغير قناعاته الا بما يصب في الصالح العام دون أهواء أو حسابات سياسية.
[email protected]