يحسب لرئيس مجلس الأمة السابق، المغفور له بإذن الله، جاسم الخرافي انه في العام 2003 كان أول من سمح بعقد جلسة برلمانية شكلية لطلبة المرحلة الثانوية ليتقمصوا شخصيات النواب وأبدوا خلال تلك الجلسة آراءهم حول مختلف القضايا السياسية في ذلك الوقت منها تصويت المرأة ومنع الاختلاط وتخفيض سن الناخب، وهي الفكرة التي تحولت لاحقا وبعد سنوات الى ما عرف ببرلمان الطلبة، واذكر ان تلك الفكرة عرضها تلفزيون الكويت في ذلك العام عبر برنامج ستة على ستة وكان عنوان تلك الحلقة «برلمان الظل»، وهذه فكرة المذيع المخضرم يوسف عبدالحميد الجاسم وأحد بنات أفكاره التي لطالما كانت رائدة في مجال الاعلام الكويتي.
****
ما يهمني هو مصطلح «برلمان الظل» الذي كان عنوان الحلقة رغم بعد المصطلح عما حوته الحلقة، ولكن مشاهدتي لتلك الحلقة دفعتني للتساؤل لم لا يكون لدينا فعلا «برلمان ظل»؟! خاصة اننا وصلنا لمرحلة سخط سياسي ازاء أداء المجلس الى درجة دفعتنا للتساؤل:«اذا كان المجلس يفترض به مراقبة الحكومة ولا يؤدي عمله كما نطمح فمن يراقب اداء المجلس؟!» اجابة هذا السؤال هو انه يفترض ان يتشكل لدينا مجلس ظل وظيفته مراقبة المجلس الحالي وعقد ندوات دورية لرصد الأداء، وحتى يكون مجلس الظل الذي ادعو له مقاربا في مفهومه للمفهوم السياسي العالمي «حكومة الظل» والتي تتشكل من الحزب المعارض الذي لم يشارك في الحكومة لمراقبة ادائها دون سلطة تنفيذية له كما في بريطانيا.
****
لذا اقترح ان يتشكل مجلس الظل من مرشحي الانتخابات الأخيرة الذين حصلوا على المراكز الخمسة التالية للمراكز العشرة الاولى، اي ممن حصلوا على المراكز من الحادي عشر حتى المركز الخامس عشر، بحيث يكون لدينا ٥ من كل دائرة اي يكون لدينا مجلس ظل مكون من ٢٥ نائب ظل، وبالطبع كما أعضاء حكومة الظل فلا سلطة تشريعية ولا رقابية لديهم، ولكنهم يكونون رقباء سياسيين تجمعهم ندوات دورية لنقد أداء مجلس الأمة بشكل عام وكل خمسة أعضاء ظل من كل دائرة يركزون انتقادهم على أعضاء الدائرة العشرة، واعتقد ان هذا امر مشروع، كما يمكن ان تكون ندوات اصحاب المراكز من الحادي عشر الى الخامس عشر من مرشحي الانتخابات السابقة ممن سيكونون أعضاء مجلس الظل الكويتي بابا انتخابيا لهم وهذا حق تماما كما يفعل أعضاء حكومات الظل.
****
هل يمكن ان تنجح الفكرة؟! حقيقة اعتقد انها مستحقة بغض النظر عما اذا كانت ستنجح بالشكل الذي طرحته ولكن اعتقد ان تشكيل هذا المجلس يمكن ان يتم بدعوات الديوانيات الشبابية في كل دائرة لأصحاب المراكز من الحادي عشر الى الخامس عشر من مرشحي الانتخابات السابقة، هنا سنخلق شكلا سياسيا جديدا ورقابيا يمكن ان يحسن من أداء أعضاء مجلس الأمة الحاليين كون النقد سيأتي من مرشحين تمكنوا من الحصول على مراكز قريبة من النجاح.
****
توضيح الواضح: قد تكون الفكرة مجرد رأي كاتب وقد تحتمل الفشل، ولكن حتى ولو، فهي افضل من الوضع الرقابي الحالي.
[email protected]