برحيل العم خليفة الراشد يكون قد رحل آخر نوخذة يعمل في مجال الغوص حتى آخر أيامه، فمنذ البدايات الأولى لرحلات الغوص السنوية التي انطلقت منذ الثمانينيات لم يغب عنها العم خليفة الراشد منذ بدء مشاركاته سوى رحلة الغوص الأخيرة التي غاب عنها بسبب حالته الصحية، وكان رحمه الله ولسنوات أيقونة رحلات الغوص ورمزا من رموز تلك المناسبة السنوية التي تحيي جانبا حيويا من التراث البحري، كما كان له رحمه الله دور كبير في خلق حالة من الواقعية على تلك الرحلات، فكأن حضوره بين مجاميع الشباب يعود بهم بالزمن إلى الوراء.
***
ونظرا لخبرته الواسعة والراسخة في مجال التراث البحري عامة والغوص بشكل خاص فلم يكن مستغربا أن يكون تكليفه بشكل شخصي من قبل سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، للإشراف على رحلات الغوص السنوية التي ينظمها النادي البحري وانطلقت لأول مرة في العام ١٩٨٦ ولم يغب سوى عن رحلة العام الحالي.
***
الراحل العم خليفة الراشد كان موسوعة حية في الغوص وكان رحمه الله وكما ظهر في عدد كبير من اللقاءات التي أجريت معه وآخرها الذي أعيد عرضه على قناة القرين انه كان يحتفظ بذاكرة صورية متكاملة لما يمكن أن نسميه «خارطة الغوص الكويتية» فكان يستطيع تسمية الهيرات «مغاصات اللؤلؤ» في حدود منطقة الكويت البحرية وخارجها وكأنه يحفظها غيبا، ومن خلال لقائه النادر ذلك الذي اجري معه أوائل التسعينيات تحدث بتفصيل دقيق عن شكل سفن الغوص وطبيعة عمل البحارة، وأعتقد أن الأثر الذي تركه في التراث البحري بالنادي البحري يمكن أن يكون خارطة طريق جديدة لإعادة توثيق التاريخ البحري بشكل اكثر دقة وتفصيلا للجيل الحالي.
***
لم يكن، رحمه الله، مجرد موثق للتراث البحري فقط بل كان مستمرا في هذا العمل وبشكل رسمي على مدار ثلاثة عقود أي انه كان كان يحيي التراث ويعمل على إحيائه بين الأجيال المتعاقبة وهو ما نجح فيه ليترك وراءه إرثا اعتقد أن لجنة التراث البحري في النادي البحري تحتفظ بشيء كبير منه وهو ما يدفعني الى أن أطلب من الإخوة الكرام في النادي البحري أن يجمعوا هذا الإرث الغني الذي تركه العم بوعدنان، سواء كان مكتوبا أو مرئيا في كتاب يحمل اسم الراحل.
***
خالص العزاء لأخي الكبير عدنان الراشد ولعائلته الكريمة في فقيدهم وفقيدنا العم النوخذة خليفة الراشد وليس له منا إلا الدعاء، اللهم ارحمه ووسع عليه قبره وتجاوز عنه وافتح على قبره روضة من رياض الجنة.
[email protected]