هل تعلم وزارة التربية ان هناك جهات غير رسمية وكيانات غير قانونية تطبع كل ثلاثة أشهر أكثر من نصف مليون مذكرة لجميع المراحل وتباع لطلبتها وطالباتها وتلاميذها وتلميذاتها بثلاثة دنانير للنسخة، وبعلم جميع مسؤولي المدارس الحكومية في البلاد؟!
> > >
بل هل تعلم وزارة التربية الموقرة ان سوق المذكرات ـ غير الرسمي ـ وـ غير القانوني ـ حجم مدخوله التجاري كل فصل يتجاوز المليون ونصف المليون، أي ان حجمه مدخوله التجاري كل عام فقط ومن المذكرات غير المرخصة وغير المعتمدة يتجاوز الثلاثة ملايين دينار سنويا، وهو سوق مفتوح لكل من «هب ودب»، لمكتبات غير مرخصة ولبعض الأشخاص ممن يضعون صورهم وأسماءهم لبيع أبنائنا مذكرات موازية للكتب التي تطبعها وتوزعها مجانا وزارة التربية، بل أن من يطلبها من أبنائنا ويوجههم إليها هم المعلمون أنفسهم وكأنهم يعلنون ويؤكدون لنا ولأبنائها أن تلك المذكرات غير الرسمية وغير القانونية الشكل هي طوق نجاتهم للنجاح.
> > >
أحد أباطرة المذكرات الطلابية يطرح إعلانات شهرية بقيمة 2400 دينار في 4 صحف إعلانية، فهل تساءل قياديو التربية عن حقيقة هذا الأمر أو سر دفع هذا الإمبراطور لهذا المبلغ المبالغ فيه شهريا لينتشر في الكويت كلها بلا رقيب منهم ولا حسيب؟ بل لا رقيب ولا حسيب من «التجارة»، إذ إنه ومن خلال بحثي وجدت أن باعة المذكرات من أمثال هذا الإمبراطور لا يملكون ترخيصا تجاريا لممارسة هذا العمل، ومع هذا يبيعون ويوزعون نتاجاتهم على المدارس والمكتبات والطلبة بلا حسيب أو رقيب، وعندما اتصلت بأحد الأرقام لأسأله عن كيانهم هل هو مكتبك أو تجاري قال لي: «نحن نستقبل اتصالات فقط»، بل أبلغني انهم «لا يصدرون فواتير معتمدة»، بالعربي أو كما نقول بالكويتي فإن الدعوة «فالتوه».
> > >
وزارة التربية تعلم وترى وتشاهد وتراقب ولكنها لا تتحرك لأنه لا قانون يحكم هذا المسألة الفوضوية، ولكن على الأقل وزارة التجارة يجب أن تتحرك لوقف هذه الكيانات غير الرسمية وغير القانونية التي تتاجر بالتعليم بشكل مجاني رخيص هو أسوأ وأخطر من تأثير الدروس الخصوصية، وتستنزف أموال الأسر بلا فائدة تذكر، سوى أن مجموعة تستغل ثغرات في القانون لبيع مذكرات لا تسمن ولا تغني من جوع تعليمي.
> > >
وزارة التربية إن كانت جادة فلتتحقق مما قلت وتعرف أين واجبها القانوني، وكذلك وزارة التجارة إن كانت جادة أن توقف مهازل اختراق القانون لكيانات غير قانونية تبيع الوهم التعليمي بثلاثة دنانير للمذكرة عبر مكاتب أو مكتبات غير مرخصة اغلبها في الفروانية.
> > >
توضيح الواضح: هل تستطيع وزارة التربية أن تواجه مافيا المذكرات؟! لا اعتقد ولكن لنأمل خيرا بالوزير.
[email protected]