وزير النفط ووزير الكهرباء والماء خالد الفاضل لا اعرفه ولم يسبق لي أن التقيت به حتى مصادفة، ولا أعرف شيئا عن سيرته الذاتية غير ما أعلن، ولا نعرف حتى توجهه قبل أو بعد توليه الحقيبة الوزارية لواحدة من اهم الوزارات.. «النفط» اللي عايشين على الله ثم عليه.
****
خالد الفاضل قبل توليه الحقيبة الوزارية كان مواطنا ليس عليه أي مسؤولية سياسية من أي نوع، حاله حال مليون مواطن، موظفا كان بغض النظر عن الدرجة التي حصل عليها قبل توليه الحقيبة، مواطنا طبيعيا يعيش حياة اعتيادية.. عائلة وأسرة.. و«ربع» وديوانية وعلاقات اجتماعية وطبعا لديه كحال الغالبية حساب في تويتر أو انستغرام، باسمه الشخصي، وكتب ما كتب وكان يكتب ما يكتب رأيا أو تغريدة طريفة أو تعليقا أو ردا على احد أصدقائه، ما حصل هو انه وبعد أن أعلن اسمه وزيرا للنفط بدأ البعض بنبش تغريداته القديمة في حسابه في تويتر، تغريدات كان يكتبها كـ «مواطن عادي» وليس وزيرا، فقال ما قال وكتب ما كتب، ولكن للأسف أن بعضا ممن تناولوا تغريداته السابقة والتي يعود بعضها للعام 2011 قاموا وبتعمد بـ «تجريده من مواطنته» وكأنه ارتكب في بعض تغريداته آخر عظيما يجب محاسبته عليه، وهو آخر ينافي الواقع والمنطق، فالرجل كان مواطنا عاديا كتب ما كتبه وفق ظروف معينة وطبيعة خاصة لمحادثة عابرة، ولم يخرج عن المألوف في أي منها.
****
لم قلت إن البعض أخرجه من «مواطنته» بسبب تغريداته القديمة؟! لان اغلب المعلقين السلبيين قالوا: «شلون وزير ويكتب جذيه؟!»، وهو عندما كتبها لم يكن وزيرا بل كما قلت كان مواطنا، الأغرب أن البعض تحامل عليه في نقل تغريداته ضمن سياق حملة مضادة لتوزير خالد الفاضل، وهو أمر كان واضحا جدا واستمرت الحملة لوقت يبدو انها موجهة بشكل واضح خلال اليومين الماضيين.
****
كما ذكرت، لا اعرف الفاضل خالد ولا اعرف حتى اللحظة ما إجراءاته ولا رؤيته للعمل في وزارتي النفط والكهرباء حتى يمكن الحكم على أدائه، ولكن محاسبته أو إعلان محاسبته على تغريدة كتبها قبل 7 أو 5 سنوات أو حتى قبل يوم واحد من توزيره هو بمنزلة هجوم شخصي غير مبرر على مواطن كان يمارس حقه في التغريدة ولم يعرف انه سيصبح وزيرا فيما بعد.
****
المبشر بالخير فيما يتعلق بتغريدات خالد الفاضل انه لم يكن في تغريداته عبر حسابه في تويتر «يغازل» الحكومة، بل كان صاحب رأي متحرر من أي توجه سياسي واضح، وهو ما يعني ويعطي انطباعا بانه سيكون وزيرا مستقلا على الأقل شعبيا، فالعادة جرت أن من يبحث عن منصب حكومي يقوم بمغازلة الحكومة ليل نهار في حسابه في تويتر، ولكن الفاضل لم يفعل ذاك ولم يكن يفعل ذلك، كان مواطنا.... واحدا منا، يغرد و«يتغشمر» وينتقد ويبدي رأيه بكل حرية.
****
توضيح الواضح: نصيحة للي يحس انه راح يصير وزير يلغي حسابه في تويتر أو على الأقل يخليه كله أدعية، لأنه إذا صار وزير أو قيادي بيطلعون لك جماعة حملة لواء المثالية المفرطة ويسوون حفلة زار سياسي مليقة ويمارسون هواية «الحداق.. بالماء العكر».
[email protected]