تعيين وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم ناطقا رسميا باسم الحكومة هو تعيين في مكانه الصحيح للشخص المستحق لهذا المنصب، فبعد سنوات طويلة من افتقار الحكومة لناطق رسمي يأتي هذا الاختيار لوضع الأشياء في نصابها الصحيح، فطارق المزرم حتى ولو لم يكن وكيلا لوزارة الإعلام لكان أحق بالمنصب لكونه متحدثا لبقا ويجيد الحديث بطلاقة باللغتين العربية والإنجليزية، والأهم أنه صاحب ثقافة واطلاع سياسي يؤهله لأن يلعب هذا الدور الذي تأخرت الحكومة في إيكاله لشخص المزرم قبل صفته.
***
اختيار طارق المزرم كناطق باسم الحكومة وبقرار معلن هو اختيار موفق، بل انه ولأول مرة منذ سنوات طويلة تختار الحكومة شخصا يحمل كافة وكامل المواصفات لملء شاغر هذا المنصب وبهذه الكفاءة، خاصة انه - أي المزرم - أشرف ومنذ سنوات على برامج المتحدثين الرسميين باسم الحكومة التي رعتها وزارة الإعلام منذ العام 2016 لتهيئة ناطقين رسميين باسم الحكومة أو الجهات الحكومة وكان المزرم داعما وراعيا لها ومشرفا عليها بشكل شخصي.
***
وأما اليوم باختيار طارق المزرم ناطقا رسميا باسم الحكومة، فأعتقد أنه ووفق ما ذكرته جاء اختياره لكفاءته وليس لمنصبه الذي يشغله كوكيل لوزارة الإعلام، فالرجل ولسنوات كان رجل الإعلام الكويتي الأول في واشنطن اهم عواصم القرار في العالم وكان ينال هناك ثقة القيادة السياسية على كل المستويات، وعندما اصبح وكيلا لوزارة الإعلام الجميع يعلم حجم التغيير الذي تسبب فيه في وزارة الإعلام من الجيد إلى الأفضل، ومنها انه نقل تلفزيون الكويت من قناة تعتبر رقما على الرسيفرات إلى قناة تنافس القنوات الخاصة الخليجية في المشاهدة خاصة في المواسم وحول تلفزيون الكويت من قناة ميتة أكلينيكيا إلى قناة حية تتنفس وتنافس وتسجل حضورا في نسب المشاهدات بشكل عال جدا.
***
طارق المزرم أعاد للتلفزيون هيبته، وأعاد للقنوات الكويتية ألقها الذي افتقدته لسنوات طويلة، مستندا الى رؤية إعلامية يملكها وخبرة إعلامية امتلكها طوال سنوات وقاعدة أكاديمية، فلم يكن مجرد مسؤول جاء اختياره كوكيل لوزارة الإعلام بالباراشوت بل تم اختياره لكفاءته وما يحمله من رؤية يستطيع بواسطتها ان يحدث التغيير نحو الأفضل وهو ما حصل وما حققه المزرم خلال فترة عمله كوكيل لوزارة الإعلام.
***
وما تجديد مرسوم تعيين طارق المزرم كوكيل لوزارة الإعلام لأربع سنوات الذي صدر بداية الشهر الماضي إلا اعتراف باستحقاق الرجل لمنصبه بعد 4 سنوات من الإنجازات التي حققها، وما إعلان تعيينه ناطقا رسميا باسم الحكومة إلا تتويج وتأكيد لمدى استحقاقية الرجل.
***
طارق المزرم حالة حكومية خاصة، والتجديد له كوكيل لوزارة الإعلام لأربع سنوات قادمة، وتعيينه مؤخرا وبعدها بأقل من أسبوعين كناطق رسمي باسم الحكومة هو إثبات أن الحكومة جادة في تعيين الكفاءات في مناصب استحقاقها، ويعني أن الحكومة تسير وفق منهجية تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب، بعيدا عن التعيينات الباراشوتية.
***
باعتقادي شخصيا ومن واقع معرفة عن قرب بشخص طارق المزرم أن تعيينه بمنصب الناطق الرسمي باسم الحكومة هو مكسب للحكومة وليس مكسبا للمزرم، فاختيار الحكومة لطارق المزرم هو اختيار صحيح 100% بل انه الاختيار الأمثل لشخصية إعلامية قادرة على ملء هذا الفراغ الذي ظل لسنوات.. دون أحد.
[email protected]