الوضع لدينا محليا أشبه بفوضى سياسية خلاقة، تتغير معها أشياء الى الأفضل ولكن في الوقت ذاته هناك اختلالات سببها الفساد لا يمكن إنكار وجودها، فلدينا على طرفي المعادلة في المشهد السياسي تحسن في توزيع الأدوار وهدوء نسبي في حالة الصراع، ولكن أيضا لدينا على الطرف الآخر حالة فساد لا يمكن إنكارها في اكثر من جهة واتجاه.
***
فوضى كما قلت، ولكن من حسناتها ان اغلب قضايا الفساد التي تم كشفها او تم التعامل معها حكوميا هي قضايا ناتجة عن صراعات سياسية، طرف لا يحب طرف وكشف أوراق الطرف المضاد له، وهذا يجب ألا يستمر لأنه ينبئ أننا نعيش حالة سياسية غير صحية، بل حالة سياسية ملوثة يجب ان توقف.
***
وانعكاسات الصراع السياسي تظهر بشكل جلي للأسف في مجلس الأمة، بل انها لم تكن أشد وضوحا من قبل كما هي عليه الآن، وهذا الجنون السياسي يجب ان يتوقف، لأن نتائجه ليست في مصلحة المواطنين ولا البلد ولا المنظومة الكاملة للبلد لا على المستوى المنظور او البعيد، فكأنما هنالك محاولة لخلق حالة من عدم الإيمان بالديموقراطية بين الناس، وهذا يجب ألا يكون وألا يستمر، لأنه يلحق ضررا بالبلد، ليس داخليا فقط بل خارجيا أيضا.
***
خلق حالة من الفوضى السياسية بهذا الشكل الذي لم يسبق ان عاشته البلاد، ستكون انعكاساته جدا سيئة ما لم يتوقف، ولا يمكن ان يتوقف هذا الا باستعادة «ضبط المصنع» للبلد، تماما كما هو في الهواتف الذكية عندما تتعطل او تعلق او تتعرض لخلل يلجأ مستخدمها الى تفعيل خيار «استعادة ضبط المصنع»، والخيار المنطقي والصحي هنا هو انتخابات نيابية مبكرة ولا شيء آخر.
[email protected]