عدم فهم حالة تغير الأدوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أدى بكثير من مؤسسات الدولة إلى إنشاء مواقع إلكترونية لها وصفحات شخصية على «تويتر» وغيره دون أي فائدة حقيقية ترجى من وراء تلك الصفحة أو الحساب وبعضها يكلف آلاف الدنانير، وكأن نظام تلك المؤسسات: «ترى عندنا حساب على تويتر» وبس، بلا هدف، فقط لدينا حساب على تويتر، أما ماذا يفعل هذا الحساب أو ما هو الهدف منه أو ماذا يقدم للجمهور أو حتى ما الصورة التي سيصدرها عن نفسه ومسؤوليه للجمهور من متابعي السوشيال ميديا فلا شيء يذكر، فالفكرة من إنشاء صفحة على تويتر كما تابعت لعدد من مؤسسات الدولة أن أغلبها تم إنشاء صفحتها دون أي خطة، فقط قم بإلقاء الصفحة «واسمنا موجودين».
***
من أبرز تلك الحسابات الحكومية على تويتر حساب «مجلس الوزراء الكويتي»، والذي يبث بشكل ترويجي عبر منصة تويتر منذ ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ بشكل يومي، فلا تتصفح «تويتر» إلا «طلع بوجهك»، وعدا كون إنشاء هذا الحساب خطوة متأخرة جدا، إلا أن الكثير في الأمر هي تعليقات الناس أسفل التغريدة الترويجية لحساب مجلس الوزراء الكويتي، شكاوى وضحك وتندر و«ضغاط» واستغراب واستفسارات ومطالبات شخصية وأخرى عامة، ولكن أفضل ما في الموضوع هي كمية الضغاط التي تتجاوز ١٠٠ تغريدة من شباب وشابات وموظفين وناشطين وإعلاميين، وكأنهم «ما صدقوا يلقون حساب لمجلس الوزراء».
***
الحساب رغم انه يفتقر إلى أبجديات التواصل مع الجمهور إلا أنه كموقع إخباري جيد إلى حد ما، ولكنه أيضا يتبع الأسلوب التقليدي في عرض المحتوى الذي يصدر عنه، فالحساب يتعامل مع «تويتر» كما لو يتعامل مع «كونا» أو صحيفة يومية بلغة إنشائية ببيانات بعيدة كل البعد عن اللغة الجديدة التي يفضلها جمهور ومتابعي «تويتر»، مثلا استخدام الانفوغراف المبسط في شرح أي قضية، أو الاعتماد على الفيديوهات القصيرة جدا، أو حتى استحداث طريقة مبتكرة ومميزة للتواصل مع الجمهور عبر استحداث حساب رديف للحساب الأصلي، هناك عشرات الطرق للخروج من قوقعة التقليدية ولكنها بحاجة إلى الاستعانة بمختصين يعرفون المجالين التقليدي والتواصل الاجتماعي الجديد.
***
وأعتقد أنه يمكن لحساب «مجلس الوزراء الكويتي» أن «يغش» من حساب «مركز التواصل الحكومي» بعضا مما ذكرت من فنيات وفيديوهات متخصصة لعرض المحتوى بشكل مختلف.
[email protected]