أعلن تلفزيون الكويت خطته البرامجية لعيد الفطر السعيد عبر بيان صحافي وزعته وزارة الإعلام أمس، أي قبل يوم العيد بيوم واحد، والقارئ الجيد لما تضمنه ذلك التصريح سيجد أن هذه الخطة التي اعلن عنها التلفزيون هي ذاتها الخطة المعتمدة منذ ربع قرن وأكثر مختصرها «برامج ولقاءات وسمرات وشوية مسرحيات وأفلام جديدة» كأن التلفزيون يعود إلى الوراء عقدين ونصف العقد من الزمان ليكرر نفسه وأسلوبه وبرامجه، بل كأن التلفزيون يرفض الاعتراف بانه دخل في زمن الإعلام السيبراني وتنوعاته وتبدلاته وتبدل فهم ورغبة الجيل الجديد، بالضبط كأنهم طلبوا خطة برامج عيد ١٩٩٤ وقاموا بإعادتها اليوم في ٢٠١٩ وقاموا بتغيير أسماء البرامج والمقدمين.
***
تلفزيون الكويت الرائد في المنطقة، وسبب تفوقه كونه تلفزيونا حكوميا ليس لأنه الأول أو الأغزر إنتاجا بل بسبب أفكاره وتجديده في أفكاره ومواكبته لكل زمن، ففي كل حقبة زمنية كان له شكل برامجي خاص، السبعينيات لا تشبه الثمانينيات وهكذا فلكل حقبة كانت لها هوية خاصة وشكل مختلف وأسلوب مغاير، حتى عندما دخلت الفضائيات في أواسط التسعينيات تكيف التلفزيون وصمم له هوية خاصة في تلك الحقبة من برامج ومسلسلات وحضور إعلامي يليق بتلك الحقبة التنافسية الصعبة، ومع دخول الألفية الجديدة تغير مساره وان تباطأ التطور البرامجي قليلا ولكنه كان مسارا يحافظ على هوية التلفزيون الكويتي، ومع دخول العقد الأول من الألفية الجديدة استمر التلفزيون يقتات على سمعته العريقة واستطاع المقاومة قليلا ومعها حافظ على شكله وهويته، ومع دخول ٢٠١٠ كاد التلفزيون يفقد هويته وحضوره وشكله ولكنه عاد بتغيير شامل قبل ٥ سنوات أعاد له هويته بل منحه هوية جديدة بكونه «القناة العائلية المحافظة».
***
التلفزيون اليوم للأسف يعود الى الاعتماد على تاريخه ويكرر نفسه بخطط برامجية تشابه خطط ١٩٩٤، برنامج تستضيف فيه أبطال أعمال وبرامج رمضان ومسابقات «على چم فيلم ومسرحية»، وكأن القائمين على التلفزيون تناسوا تماما أن مشاهد هذا العصر يضع الـ «Play list» الخاصة به وفي الوقت الذي يناسبه.
***
التلفزيون اليوم يفتقد عنصر الجذب، ومع هذا يرتكب خطأ العودة إلى الماضي الموغلة بالتقليدية وهو أمر آخر يبدو أن أحدا لا يريد الالتفات إليه أو تغييره.
***
توضيح الواضح: لشديد حبي لتلفزيون الكويت كتبت ما كتبت لكوني أراه التلفزيون الأكثر منافسة لاستهداف شريحة المشاهدين العرب المحافظين وهي شريحة لا يجب الاستهانة بها أبدا.