كتبت بتاريخ 30 مايو الماضي مقالا تحت عنوان «لم يعد في قبعة الساحر خدع أخرى» وتناولت فيه تداعيات الاستجواب المقدم من النائبين الملا والعدساني لوزير المالية د.نايف الحجرف، وذكرت في خلاصة مقالي ذلك أن الاستجواب سينتهي إلى لجنة تحقيق في أقصى حالات ما يمكن أن ينتهي إليه، ولم أكن وحدي من ذهب في هذا الاتجاه، بل أغلب المحللين والمعلقين السياسيين كانوا يؤكدون ان هذه ستكون النتيجة الحتمية لهكذا استجواب في هذا التوقيت وهذه الكيفية.
***
الاستجواب انتهى أمس الأول بذات النتيجة التي توقعها الجميع، وعلق من علق على النتيجة باعتبارها خسارة الخسائر وكارثة حلت بالأمة، رغم أن الجميع كان يعلم مسبقا بالنتيجة، الأدهى من ذلك أن بعض المعلقين الذين عاشوا دور المتفاجئ بنتيجة الاستجواب قام بمهاجمة النائب مبارك الحجرف لأنه أعلن صراحة وقوفه مع الوزير المستجوب نايف الحجرف، كلهم أصبحوا مثاليين ملائكة معصومين، وهاجموا مبارك الحجرف لأنه وقف مع ابن عمه.. شوف المثالية!
***
مبارك الحجرف لم يفعل سوى المنطق السليم للأشياء من حيث يقف، سياسيا ومناطقيا وعائليا بالدرجة الأولى، ومهاجموه لو حصل ووقفوا حيث وقف لما فعلوا إلا ما فعل، وهذا الأمر سياسيا لا يعيبه بل إن ما فعله كان الطبيعي، فلماذا يريدونه وحده من يدخل مدينتهم السياسية الفاضلة ليثبت انه شهيد فضيلتهم ويهاجم ابن عمه عشان خاطر عيونهم، وأنا أجزم بأن أحدا منهم لم يدخل تلك المدينة الفاضلة التي يدعون الناس لدخولها يوما، وأنهم لم يهاجموا مبارك الحجرف إلا لأنهم أدعياء مثالية ورعاة فضيلة زائفة ومعارضة.. نص كم.
***
نعم، مبارك دافع عن ولد عمه لأنه مسؤول سياسيا، ولكن نايف الحجرف أيضا على الطرف الآخر نظيف يد، المسألة كلها متعلقة بجوانب سياسية أخذت شكل الاستجواب.
***
توضيح الواضح: الساعة الأخيرة من الاستجواب غيرت مسار نتيجة كان يمكن أن تقلب الدنيا رأسا على عقب ولكن.. الرصاصة العاشرة لم تنطلق.
[email protected]