منذ بداية الربيع العربي ونحن بقصد أو بغير قصد نستخدم في شرقنا الأوسط مصطلحات «ثورة» و«ثورة تصحيحية» و«انقلاب» و«ثورة ثانية» و«إعادة صناعة الثورة» و«حراك»، وغيرها من المصطلحات التي قد تؤدي أو أنها أدت بالفعل إلى تغييرات سياسية في عدد من البلدان العربية.
***
وأنا هنا أتحدث عن حالة غالبة وليس العموم، فتونس مستثناة، عداها يستثنى جزء ويترك جزء، ولكن من يطلع على الوضع السياسي من منطلق رؤية عادلة غير منحازة فسيكتشف أن ما حدث ويحدث وسيحدث هو نتيجة صراعات أجنحة سياسية فقط، فلا هي ثورة ولا حراك سياسي، وعندما أقول «حراك سياسي» فأنا أعني الكويت دون غيرها.
***
وبدلا من ان ندخل ونتدخل ونضع أنفسنا كعادتنا كمحللين لدول «فيها اللي مكفيها» وندس أنوفنا في شؤون الدول المجاورة والعربية، فلا بد أن نعترف قبل أن نقدم على المطالبة بمصالحة سياسية بان ما حدث لدينا في الكويت كان نتيجة صراع أجنحة سياسية متنافسة على النفوذ، وأن هذا الصراع كاد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
***
وقبل الحديث عن المصالحة السياسية، لا بد من أن نتحلى بشيء من الإنصاف ونعترف بأن ما حدث كان جزءا من صراع سياسي على النفوذ، وأنت ما تبي تعترف بهالشيء.. هذه مشكلتك مو مشكلة البلد، ولكن من اجل البلد وقبل الجلوس على أي طاولة لا بد من وضع آلية للاعتراف بان الحراك السياسي كان في جزء مهم منه يدار من قبل وعلى أيدي متصارعين لديهم حلفائهم ولديهم أدواتهم.
***
طبعا، وقبل أن أفهم أنني ضد الحراك في مجمله، فهناك وطنيون حقيقيون تحركوا بدافع غيرة على البلد، لا يمكن التشكيك في الجميع ولكن هذا لا يمنع من انهم وقعوا او وقع بعضهم نتيجة حركة نصب سياسية أدت إلى ما أدت إليه.
***
وهنا نعود للداخل الكويتي وللخارج العربي، فإن ما حدث ويحدث وسيحدث صراعات أجنحة سياسية على النفوذ مهما كان المسمى الذي يتم صبغه على الحراك سواء ثورة أو انقلاب أو ثورة تصحيحية أو إعادة إنتاج الثورة.
***
توضيح الواضح: ديوانية د.خلف الخطيمي في مدينة جابر الأحمد السكنية ملتقى حديث الذكريات عن كل ما يتعلق بشارع الصحافة والأدب والشعر والثقافة منذ ١٩٨٨ حتى اليوم، ففيها يأخذك الحديث بروادها بحديث لساعات في استعراض تاريخ غير مكتوب لأهم شارع في الكويت.
[email protected]