عندما يتساءل مواطن عن سبب توجه الحكومة، الذي يرى أه «محارب له» و«مضاد له»، في أغلب القوانين والقرارات الأخيرة التي قدمتها الحكومة، فعليه أن يرجع لملخص محاضرة للأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية ألقاها في مسجد سيد هاشم بهبهاني بداية العام الحالي تحت عنوان «كويتي 2035».
***
المحاضرة باختصارها وفق ما يرى الأمين العام د.خالد مهدي أن شخصية المواطن الكويتي «مادية براغماتية ريعية وتؤمن بمفهوم الكسب»، وأن هذا يجب تغييره قبل 2035، ومن مجمل ما ذهب إليه لتغيير هذه الشخصية انه يجب على الحكومة أن تتوقف عن تعيين المواطنين، وبلسانه قال: «الحكومة توظف 300 ألف والحاجة الفعلية أقل من 70 ألفا».
***
الكارثة في حديثه تكمن في البدائل التي طرحها للموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم، وهو إما أن يتحول الموظف الحكومي للعمل في القطاع الخاص أو أن يتحول إلى عاطل ومتلق للمساعدات الحكومية، هذا ما ذكره نصا وكرره الدكتور، طبعا يبشر بضرورة فرض الضرائب ومعه وقف أنواع الدعوم الحكومية المقدمة.
طبعا ارتكز حديثه في المحاضرة على التخلص من مفهوم الريعية على تغيير شخصية المواطن الكويتي واختتمها قائلا موجها حديثه للمواطنين: «إما أن تتغير أو ستنقرض» هذا قالها نصا.
***
في مجمل محاضرته قام بتحميل الاختلالات الإدارية والاقتصادية في الدولة لفكر المواطن المؤمن بالريعية، ولم يتطرق إلى المنهجية الحكومية المتعاقبة التي أنشأت هذا الفكر الريعي ورعته وأكملت وجوده فهي أمه وخالته وعمته والوصية عليه.
***
المفارقة أن الدكتور استند في بعض طرحه الى تحليل الشخصية الكويتية على فقرات واقتباسات للمفكر علي الوردي، لا أعرف كيف قام بتوظيفها لتخدم فكرته وما ذهب اليه، فالاستخدام خاطئ جدا وغير موفق ولا ينطبق على المجتمع الكويتي على الأقل ليس في الطريقة التي قام بطرحها د.مهدي.
***
إذا كانت هذه المنهجية التي تتعامل بها الحكومة وبهذه الحدة في الطرح ضد المواطن البسيط في محاضرة لرأس التخطيط في البلد، ففي الحقيقة أن الكويتيين هم من سينقرضون 2035، وليس فقط أولئك الموظفين الزائدين عن الحاجة كما ترى الحكومة.
***
توضيح الواضح: الأمر بحاجة إلى توضيح وتوضيح حقيقي للناس عن المنهجية التي تتبعها الحكومة باتجاه رؤية 2035، وهل نحن كما ترانا الحكومة «براغماتيين.. ماديين.. نؤمن بمفهوم الكسب».
***
توضيح الأوضح: مفهوم «الكسب» الذي ورد في كتاب وعاظ السلاطين لعلي الوردي كان يقصد شكلا من أشكال النزعة اللصوصية.. واضحة سعادتك؟!
كويتي اعتاد على فكر ريعي وفق ثقافة «الحكومة إذا عندها لازم تعطيني»، ويلحقها باستشهاد لجملة وردت على لسان المفكر العراقي علي الوردي لتحليل شخصية المجتمع الكويتي باعتبار أن هذا المجتمع لديه مفهوم «الكسب» كطبيعة في هذه المجتمعات، ثم يلحقها بالثالثة الشخصية منذ 1952.
[email protected]