سوء استخدام البعض للديموقراطية أو ممارسته لها بشكل خاطئ يجب ألا يدفعنا لرفض العملية الديموقراطية بالكامل أو المطالبة بتعطيلها أو توقيفها أو إلغائها كما ينادي البعض بحجة «شنو استفدنا من الديموقراطية؟!» أو أن «مخرجاتها سيئة» أو «ممارستها عززت المذهبية والقبلية».
***
وفي انتقاد البعض - وأنا كنت من بينهم - لعدد من الممارسات التي شهدتها الانتخابات الطلابية الجامعية مؤخرا كانوا يرون أنه يجب محاسبة المتجاوزين أو مرتكبي بعض تلك الأخطاء، أو توعيتهم أو على الأقل العمل على الحد من الظواهر التي تشوه أس العملية الانتخابية الطلابية، ولكن لا أحد طالب ـ بحسب اطلاعي ـ بوقف أو معاقبة من بدرت منهم أو عنهم ملامح إساءة للعملية الانتخابية.
***
الحقيقة ان الديموقراطية بشوائبها أفضل من لا ديموقراطية على الإطلاق.
فالفكرة البسيطة هنا تتمثل في حقيقة أنه أن يكون لديك ماء فيه شوائب أفضل من أن تموت عطشا بلا ماء.
وماء الديموقراطية لدينا نعترف بل لا بد أن نعترف بأن فيه الكثير من الشوائب، وان العملية الانتخابية فيها تدخلات بتوجيه أو مال سياسي، ولكن هذا الأمر لن يستمر طويلا على الأقل ونحن نؤمن بتنامي الوعي في المجتمع، والإيمان بأن الدستور هو حجر الزاوية في هذه العملية الذي نستند إليه ونعود إليه.
***
ولن أقول إننا نعول كثيرا على الانتخابات القادمة في أن نتائجها ستكون على قدر المأمول في التغيير إلى الأفضل، ولكن على أقل تقدير ستنتج عنها مؤشرات تغييرية في الاتجاه نحو تصحيح جزئي.
***
والتغيير الذي نتمناه ليس تغييرا في الوجوه فقط، بل تغيير في النهج وعودة البرلمان إلى برلمان «مشاكس» كما تراه الحكومة وبرلمان «مدافع» عن مصالح الناس كما تراه الناس.
***
أعتقد أن الانتخابات المقبلة ستشهد ولادة نفس معارض بوجوه جديدة، وسيكون التدخل الحكومي في أدنى مستوياته، خاصة أن صراعات النفوذ لم تعد كسابق عهدها بالقوة السابقة، وستكون النتائج أقرب إلى إرادة الناخبين بغض النظر عن القاعدة التي تنطلق منها إرادة الناخبين قبلية كانت أو مذهبية أو مناطقية.
[email protected]