رغم الاسم الفخم الذي يحمله والقيمة العلمية التي يرفع رايتها والتقدير الأكاديمي الذي يحظى به بين المختصين، إلا أنه من أكثر الناس الذين تعاملت معهم تواضعا على الإطلاق.
***
الشيخ د.محمد صباح السالم، وأتذكر جيدا أنني رافقته في مهمتين رسميتين وكان يعرف بنفسه أمام الآخرين بين أعضاء الوفود لمن لا يعرفه باسمه المجرد «محمد الصباح» أو «محمد صباح السالم» دون لقب أسري أو علمي.
***
وفي إحدى المهام في بروكسل عندما كنا نتبادل أنا والزملاء الصحافيون الكويتيون معه أطراف الحديث صباحا، جاء زميل صحافي خليجي وسألنا بعد رحيل الدكتور محمد: «من هذا؟»، وعندما أبلغناه بشخصيته أصابته صدمة خفيفة لم يتجاوزها إلا بعد الغداء في اليوم الثاني.
***
في تلك الرحلة كان من بين جدول الزيارة محاضرة للشيخ د.محمد صباح السالم يلقيها باللغة الانجليزية، وكانت المرة الأولى التي أحضر فيها محاضرة له ونسيت تماما كصحافي يومها أن المتحدث هو نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لأنه تحدث بلغة علمية صرفة وبلكنة أكاديمية سهلة.
***
سياسياً، كان الشيخ محمد ومازال محل اتفاق بين كل الأطراف السياسية في كل المراحل وهذا لم يتأت لأي مسؤول حكومي في الكويت على الأقل ليس كما حدث مع وزير ونائب رئيس عاصر أشد المعارك السياسية ضراوة رغم هذا كله خرج كما دخل.. ابن أسرة الحكم الدكتور الأكاديمي النبيل، لم يجرح أحدا ولم يجرحه أحد سياسيا، بل إنه لم يكن هدفا للمعارضة المعتدلة ولا الشرسة ولا حتى هدفا للموالاة.
***
والسبب كما أعتقد أن النبلاء وحدهم هم من يتجنبون حتى أشد أعدائهم أو منافسيهم التجريح بهم، ونبل الشيخ د.محمد صباح السالم رفعه عن كثير من نتائج الصراعات السياسية.
***
والسبب الآخر بظني أنه لم تكن له أجندة سياسية خاصة به، كان يعمل من أجل الصالح العام فقط، دخل وخرج بهذه الأجندة فقط.
[email protected]