مبالغة نعم، ولكنها حقيقة الى حد يقترب من العنوان من ان الجهراء هي بلد الألف لهجة.
فعندما تكون جهراويا يعني انك ستكون متمكنا من النطق بسلاسة وتمكن على الأقل بخمس لهجات مختلفة ومتباعدة، وتفهم وتجيد أيضا عشر لهجات أخرى، وبين هذه وتلك ستتكون لديك لهجة بيضاء خالصة اسمها اللهجة الجهراوية، ليست بلهجة آبائك ولا قبيلتك ولا المنطقة التي انحدرت منها عائلتك، بل لهجة خاصة تسكنها نخيل الجهراء وشيء من شموخ جالها الممتد شمالا عنها، لهجة خاصة سهلة بسيطة مفهومة، معها لا نكاد نعرف معها محدثك من الجهراء من اي قبيلة او مذهب او منطقة أو عرق، لهجة واحدة تكونت على مدار اكثر من ٧٠ عاما او اكثر.
الجهراء انصهر فيها الشمالي والجنوبي والنجدي والحساوي والزبيري وغيرهم وغيرهم، من أقصى الجنوب إلى أقاصي الشمال بدو رُحل، ومن قلب الجهراء حاضرة يحملون بداخلهم قلوب بدو ولسانا جهراويا مميزا.
في الجهراء ستسمع كل اللهجات التي لا يمكن أن تسمعها في مكان واحد كما يمكن ان تجد وتسمعها في الجهراء.
الجهراء كما قلت هي بلد الألف لهجة، وهي كذلك بلد الألف بهجة.
الكويتي الوحيد الذي يُكّنى بمنطقته عندما يريدون تعريفه هو ابن الجهراء، فيقال له جهراوي، والجهراوية عم الجهراويين تقترب من التحزب الحميد فتجد بينهم «حميا» داخل وخارج الجهراء بل حتى خارج الكويت.
بسبب تمازج اللهجات وتعددها في الجهراء ربما كان هذا السبب الوحيد الذي جعل الجهراء بلد الشعراء في الكويت وحاضنتهم ومنتجتهم ومصدرتهم.
[email protected]