مهما ومهما ومهما فعلتم فلن نكفر بالديموقراطية، مهما كانت نتائج الانتخابات، ومهما كان أداء المجلس، ومهما حاولتم أن تضعفوا من صورة التمثيل النيابي فلن نكفر بالديموقراطية، بالمصري الفصيح «مش هنكفر».
ليس في الكويت وحدها فقط هناك حالة من محاولات تكفير الشعوب بالديموقراطية عبر أكثر من صورة من صور التأثير والدفع بمخرجات تجعلنا نلعن اليوم الذي ذهبنا فيه إلى صناديق الاقتراع، ولكن «في عيونكم» لن نكفر بالديموقراطية، وسنظل نمارس دورنا في محاولات الاختيار الصحيحة، لأنه من المنطق السياسي أن الديموقراطية تصلح نفسها بنفسها وتعدل من أي حالة اعوجاج قد تمر بها.
***
حالة محاولات تكفير الشعوب بالديموقراطية ليست جديدة، وتختص بها الدول النامية دون غيرها من دول كوكب الأرض، يريدونك أن تكفر بالديموقراطية عبر الدفع بوصول من يجعلك تكفر بالدستور والديموقراطية وفوقهم الحرية، حتى يصل بكم الأمر إلى أن تقول «تكفون اسجنوني»، والله انهم ليوصلوكم إلى هذه المرحلة، بحيث يصل المواطن الناخب البسيط الى انه لا خيار له سوى ما ترسمه له الحكومة، بل ويصل الى مرحلة يقتنع فيها أن السجن أحب إليه من نسائم الحرية.
ومن آخر خدعهم انهم يخلطون الحرية بالتحرر، ليقولون لك: «شفت شلون؟!»، بل إنهم أوصلوا الشعب إلى مرحلة يراقب فيها نفسه بنفسه دون تدخل من أي من أجهزة السلطة، بحيث يبلغ الآخر على الآخر، وهو أمر لم يحدث بهذا الشكل المتوسع سوى أيام المقبور صدام حسين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما أصبح الموظف يبلغ عن زميله والجار يبلغ عن جاره والجارة تبلغ عن الجارة، هنا يصور الآخرين تغريدات بعضهم ويرسلونها إلى جهات الاختصاص.
***
أنا شخصيا أراهن على وعي الشعب المتنامي، واعتقد انه الطريق الذي ستمر به الديموقراطية لتصلح نفسها بنفسها، لوسائل التواصل حسنة أنها تنمي من وعي الشعب حول بعض القضايا السياسية المختلف حولها، ما سيؤدي بالتالي إلى رفع مستوى الفهم حاليا إلى مستوى جيد، باعتقادي انه سيكون له تأثير في الانتخابات القادمة، طبعا ستكون نسبة التغيير بسيطة، ولكن يكفي لو أنها توصل نائبين جديدين «نظيفين»، فهذا يكفينا في المرحلة التحتية.
***
طبعا لا أحد يتأمل بتغيير جذري في مجلس 2020، وان التغيير سيطول الوجوه دون النهج، ولكن يكفي أن نوصل نائبا واحدا يكون صوت الشعب الحقيقي.
[email protected]