الحمد لله حمداً كثيراً على نعمه.. والحمد لله حمداً كثيراً على كل حال.. والحمد لله الذي قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) صدق الله العظيم (سورة البقرة 186).
من ملاحظتنا استخدام عبارة «الله لا يغير علينا».. فهناك من يستخدمها لنعمة الأمن والأمان.. وهناك من يستخدمها لكي يبقي ما هو قائم بغض النظر عن الحاجة الملحة للتغيير فمنهم من «يرهبه» غموض التغيير ومنهم من يرى في التغيير حدثا «مزعجا» يجعله يخرج من «منطقة الراحة» (comfort zone)..
مع ان الجميع بمن فيهم من يريد التغيير يتمنون الازدهار والتنمية والتقدم للكويت في جميع المجالات!
التغيير المدروس لا يعني الاتجاه نحو المجهول، أو بيع الوطن لفئة معينة، أو تغيير نظام، أو الاتجاه للأسفل!
فلنا أن نسأل أنفسنا.. هل الوضع الحالي هو ما يجمع عليه الجميع من تقدم وتطور وازدهار؟
إذا كانت الإجابة «نعم»، «فالله لا يغير علينا» هذا التقدم والازدهار!
ولكن إذا كانت الإجابة «لا»، فكيف لنا أن نقول الله لا يغير علينا وضعا لا يرقى لطموح الجميع، مع العلم ان الله سبحانه وتعالى يحث عبده على الدعاء والعمل!
فالوضع الاقتصادي حتماً بحاجة للتغيير.. الشركات المتعثرة «الكود بربع».. والفرص تكاد تكون معدومة لأسباب عدة يكاد يكون أهم هذه الأسباب هو عنصر انعدام الثقة ومازال البعض يقول «الله لا يغير علينا»!
نسب البطالة بازدياد.. «الله لا يغير علينا».. لحوم فاسدة منتشرة في البلاد.. «الله لا يغير علينا».. منشآت صحية قديمة، ومنشآت رياضية متهالكة (حتى الجديد منها).. «الله لا يغير علينا».. أبناء بلد واحد يتخذون من التخوين ونظرية المؤامرة منهجا.. «الله لا يغير علينا»!
لماذا لا نستبدل هذه العبارة «الحيادية» بعبارة فيها مناجاة لله عز وجل.. فنقول «اللهم غير علينا بما هو أفضل من حالنا الآن يا كريم يا قدير»!
ويمكننا استخدامها لكل قطاعات الدولة، لما تحتاجه الدولة من تطوير وتنمية مستحقة فإذا كنا نريد مستشفيات تحتضن أطباء متخصصين عالميين لتغنينا عن العلاج في الخارج، فمن الواجب ان نقول «اللهم غير علينا بما هو أفضل من قطاعنا الصحي يا كريم يا قدير»!
وإذا أردنا ان نصبح بمصاف الدول المتقدمة علميا وارتفاع متوسط المخزون العلمي لدى الشعب، فمن الواجب ان نقول «اللهم غير علينا بما هو أفضل من قطاعنا التعليمي يا كريم يا قدير»!
وإذا أردنا حكومة تنفذ الخطط المتراكمة على طاولاتها وفي أدراجها وأن يسود القانون وتسقط «الواسطة»، فمن الواجب علينا ان نقول «اللهم غير علينا بما هو أفضل من حكومة لا تنفذ ما تقول يا كريم يا قدير»!
وإذا أردنا مجلسا يتفرغ للتشريع والمراقبة والابتعاد عن «المداحر والشخصانية»، فمن الواجب ان نقول «اللهم غير علينا بمجلس نوابه من الكفاءات ليضعوا مصلحة البلد قبل مصالح قواعدهم ومصالحهم الشخصية يا كريم يا قدير»!
الله سبحانه يحب عبده اللحوح.. فليكن إلحاحنا بالدعاء لما فيه رفعة هذا البلد.. بعيدا عن التنظير، ونظريات المؤامرة، والصوت العالي، والخطاب السياسي العقيم، في ظل قانون يطبق على الجميع.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي أن الله يغير علينا للأفضل
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان: «المصلحة»
مقالة سابقة بعنوان: «العزلة»
مقالة سابقة بعنوان: «عقلية الضياع»
مقالة سابقة بعنوان: مترو «الأحلام»
مقالة سابقة بعنوان «مراكز التكلفة»
مقالة سابقة بعنوان: «حوار» الأدراج
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»