- أحرص بعد العمل على استغلال وقتي في قراءة القرآن والصحف ومتابعة الأخبار العالمية والبورصة
- زرت الكثير من الدول العربية في رمضان ولكن لم أرَ بلداً مثل الكويت تلتزم بمظاهر الصيام
- رغم تسليم العمل لأبنائي إلا أنني أحرص على متابعة العمل في رمضان
- الكويت القديمة أصبحت حلماً جميلاً ولكن بإمكاننا تحويله إلى حقيقة باتباع 3 قواعد هي: الشفافية ومحاربة الفساد واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب
- موائد العائلة لا تخلو من الزوار حيث اعتدنا على الإفطار مع أقاربنا وأصدقائنا ناهيك عن اجتماعاتنا في الديوانية
- عملت بالتجارة منذ نعومة أظفاري.. كنت أبيع البيض والجراد بعد انتهاء الدوام المدرسي
هديل الخطيب
يقول رجل الاعمال الكويتي علي يوسف المتروك إن أهل الصناعة لطالما عملوا عملا دءوبا لتلبية احتياجات الصائمين من مواد غذائية وغيرها باعتبار أن الصناعة الكويتية من أقدم وأجود الصناعات في الخليج وربما منطقة الشرق الاوسط. وعندما وجد هو ورفاقه أن الطحين الذي يصل الى الكويت مخلوط بالذرة وكذلك الزيت مخلوط «بدهن» الخنزير ويفطر عليه الصائمون آنذاك اضافة الى البسكوت المصنوع من شحوم الخنزير، قرروا تأسيس شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية في الستينيات وعندها تم استيراد المواد الاولية وبذور عباد الشمس حيث كانت تعصر محليا وتم بعدها انتاج أول «زيت دلال» كعلامة تجارية كويتية. المتروك وعلى الرغم من تسليم العمل في مجموعة شركاته الى ابنائه، الا انه يحرص على متابعة العمل في رمضان ببساطه لأنه يقول ان العمل هو عبادة أيضا، فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمل وإتقانه. ويعتبر المتروك رجلا اقتصاديا وسياسيا أيضا باعتباره ناشطا سياسيا واديبا وكاتبا، فقد تعددت المواهب في رجل واحد. فمنذ نعومة أظافره اعتاد أن يعمل في التجارة عن طريق بيع البيض والجراد بعد انتهاء الدوام المدرسي وبعدها كان يساعد أبيه وخاله في الحسابات والمشتريات، ما صقل من مهاراته الادارية، وفيما يلي التفاصيل:
هل لنا أن نتعرف على مسيرتكم العملية؟
٭ أعتبر نفسي إنسانا متعدد المواهب، فقد تنقلت من القطاع الحكومي والصناعي والتجاري حيث كنت اشغل منصب مدير ادارة املاك الدولة لمدة 21 عاما، ما اتاح لي أن اعاصر عهودا كثيرة مرت بها الكويت.
وبالنسبة لمشواري في الصناعة، أعتبر من مؤسسي شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية وشركة الاسماك الكويتية وشركة الفنادق الكويتية عندما قمنا ببناء فنادق في الكويت ومصر والمغرب.
وبالنسبة للمطاحن، جاءت فكرة التأسيس عندما وجدنا ان الكثير من الطحين كان يخلط بالذرة ويباع على أنه قمح، كما أن الزيت (دلال حاليا) كان يخلط بدهن الخنزير يفطر الصائمون عليه وبعدها أصبح علامة تجارية كويتية تحت اسم (زيت دلال) وقد طلبنا عباد الشمس وكان يعصر في الكويت حتى اصبحت أهم وانجح الشركات الكويتية منذ الستينيات الى الان.
ولابد أن أذكر أن الفضل كله يعود الى قائد النهضة آنذاك الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد، فقد شهدت الكويت على يده عصرها الذهبي وازدهرت في شتى نواحي الحياه سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
حدثنا عن كيفية تحضير جدول أعمالكم خلال شهر رمضان؟
٭ اعتدت أن أنام بعد صلاة الفجر وأستيقظ في الساعة العاشرة صباحا وبعد صلاة الظهر أتابع أعمالي الخاصة وأغادر المكتب الساعة الثالثة عصرا من كل يوم. وأحرص بعد العمل على استغلال وقتي في قراءة القرآن الكريم والصحف ومتابعة الاخبار العالمية والبورصة بشكل عام.
ماذا عن ذكريات الطفولة في شهر رمضان؟
٭ عندما كنت صغيرا، اعتدت على نقل الاطعمة للجيران حيث كانوا يتبادلون الاطعمة آنذاك ومازالت تلك العادات موجودة حتى الان. ومازلت اذكر (المنبه) أو (أبو طبيلة) الذي كان ينبه الناس على السحور مما أعطى رمضان في السابق نكهة خاصة اضافة الى الفرق الشعبية التي كانت تمر على المنازل وهي «القرقيعان».
هل هناك تقليد خاص بعائلة المتروك في شهر رمضان؟
٭ لله الحمد موائد العائلة لا تخلو من الزوار حيث اعتدنا على الافطار مع اقاربنا وأصدقائنا ناهيك عن اجتماعاتنا اليومية في الديوانية. وقد زرت الكثير من الدول العربية في شهر رمضان ولكن لم أرى بلدا مثل الكويت في الالتزام بمظاهر رمضان فحتى غير المسلم لا يستطيع أن يفطر جهرا احتراما لمشاعر الصائمين.
حدثنا عن تاريخ تأسيس مصنع أصباغ المتروك؟
٭ يعتبر مصنع أصباغ المتروك من أقدم المصانع الكويتية العاملة في مجال الاصباغ. وكنت استورد الاصباغ من انجلترا حيث كانت تربطني علاقة طيبة مع صاحب المصنع وكان يعطيني اصباغا (سلفة أو تحت الحساب) الى أن توفي وتولى العمل ابنه حيث رفض سياسة ابيه وطلب الدفع الفوري.
وبعدها قبلت اقتراح مدير التصدير في المصنع البريطاني بتأسيس مصنع وقد ساعدنا على استيراد معدات قديمة وبسعر معقول، واليوم أصبح من أكبر المصانع المتخصصة في صناعة الاصباغ في الكويت.
في ضوء ذلك، هل تعتبر نفسك شخصا عصاميا؟
٭ نعم فمنذ نعومة أظافري اشتغلت في التجارة، فعندما كنت صغيرا كنت ابيع البيض والجراد بعد انتهاء الدوام المدرسي لحبي وشغفي بالعمل التجاري. وبعدما كبرت، كنت أساعد أبي وخالي في المطالبات والمشتريات والمبيعات وامور اخرى محاسبية.
هل تنوي تأسيس مصانع جديدة في الكويت؟
٭ نعم فاذا توافرت الفرص سوف نتوسع في القطاع الصناعي المحلي من منطلق ايماننا بأهمية الصناعة في تنويع مصادر دخل الدولة والوصول الى مستوى حضاري يوازي الدول المتقدمة.
هل أصبحت بيئة العمل في القطاع الصناعي طاردة حاليا؟
٭ بالتأكيد، لأن ندرة الاراضي الصناعية قد أضاعت الكثير من الفرص الاستراتيجية التي كان بامكان الكويت استغلالها في تأسيس مصانع عملاقة تستطيع ان تستند عليها في وقت الضراء وها قد جاء بعد تهاوي أسعار النفط، وبرأيي فان الكويت لو استفادت من نظام الـ b.o.t لكانت من أكبر البلدان الصناعية اليوم وبالتالي نستطيع تشغيل الاف الايدي العاملة من الشباب الكويتي.
ومشكلتنا أننا من البداية لم نخطط بأن تكون الصناعة رديف النفط، ولكن بعد الكلام الدائر حول وصول أسعار النفط الى 15 دولارا لابد من وقفة حازمة لمواجهة هذا الواقع الخطير.
أما بالنسبة لاستثمارات الهيئة العامة للاستثمار، فنحن لا نعرف أي شيء عنها فهي تعتبر استثمارات مجهولة وراء السور الحديدي لهيئة الاستثمار ومن حق أهل الكويت أن يعرفوا ما مصير هذه الاموال، فنخشى أن نستيقظ يوما ونقرأ في الصحف أن أموال الكويت المستثمرة في الخارج قد اختفت.
ولا عجب في ذلك، فقد سمعت بنفسي عندما كنت في لندن من شابين كويتيين بأن هييئة الاستثمار قد باعت فندق على «لندن بريدج» بمبلغ 36 مليون جنيه فقط وكثر من الممتلكات المهمة تم بيعها بأسعار بخسة.
وطلبت مرارا وتكرارا بتشكيل مجلس ادارة للهيئة يتكون من 3 افراد خصوصا انها تمثل عصب البلد. وكان على هيئة الاستثمار انقاذ سوق الكويت للاوراق المالية بدلا من الاستثمار في الخارج.
فكيف يمكن ان نحقق رغبة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري مرموق ونحن اصلا لا نؤمن بالكويت؟ والغريب أنني لم أسمع تصريحا وزاريا واحدا حول وضع البورصة السيئ وتدني أسعار الاسهم.
ومازلت اذكر عندما زارنا احد وزراء اليابان وسأل عن اسباب استجواب وزير كويتي وتمنى حينها ان يتم استجواب الوزراء في اليابان لاستعراض انجازاتهم. وبالطبع اذا تحولت الهيئة الى صانع سوق تستطيع ان تربح وتبقى الاموال في البلاد بدلا من الاستثمار في اسواق ناشئة ومجهولة.
برأيك، هل هناك اي إجراءات اقتصادية اصلاحية يمكن تبنيها في الوقت الحالي؟
٭ أقف اليوم موقف المراقب فقد سلمت اعمالي لابنائي. ولكن الحقيقة أنه كان ينبغي على الحكومة احتضان القطاع الصناعي منذ سنوات طويلة خصوصا انه يشكل موروثا تاريخيا وحضاريا حيث كان اهل الكويت حدادين وحاكة ونجارين، فاهمال الصناعة كان يعود الى اطمئنان الحكومة انذاك بالوضع الاقتصادي القوي عندما كانت أسعار النفط مرتفعة ولم نفكر في زمن ما بعد النفط حيث كان الاجدى وضع خطة تصور يومنا هذا منذ السبعينيات وتضع ملامح زمن ما بعد النفط.
فعلى سبيل المثال، كان الفحم المصدر الاساسي للطاقة وقد انتهى مع اكتشاف النفط وربما سوف تكون مصادر الطاقة المتجددة رديف النفط في يوم من الايام بعد انخفاض تكلفتها.
هل يمكن أن نقول بأن عصر الرفاه قد انتهى؟
٭ ذلك قد يحدث ان لم نقف موقف الحازم في صنع القرار. واستغربت كثيرا عندما قرأت عن الرفض النيابي من مسألة تقنين الدعوم واعتقد أن هذا الامر غير حكيم على الاطلاق.
ويجب على السلطتين التنفيذية والتشريعية التعاون من أجل مصلحة البلد، فكل من يقطن ارض الكويت لا يمانعون من رفع الدعم عن البنزين، وما نحتاجه هو «جز الصوف عن الخروف» أي تقليص نصف الميزانية التي تضخمت نتيجة الرواتب الخيالية والهدر المالي العجيب دون وجود انجاز يذكر.
ما توقعاتك الاقتصادية لعام 2016؟
٭ الكل يقول أن عام 2016 سيكون عاما صعبا ولكن انا متفائل بطبيعتي والاصلاح يعتمد على ما سوف تتخذه الدولة من إجراءات اصلاحية.
وأقول «لا تضيق الدنيا بعاقل، لكل داء دواء ولكل مشكلة حل». واقترح أن تشكل لجنة من اقتصاديين لترتيب الاولويات وأن تكون من خارج الدوائر الحكومية لأن «أهل مكة أدرى بشعابها» ومازال في الكويت عقول جبارة تحب الكويت وتعمل لمصلحتها.
أين تجد فرص الاستثمار الجاذبة اليوم؟
٭ استطاعت بعض الدول الشيوعية مثل هنغاريا وشرق اسيا أن تسرق الاضواء من القارة الاوروبية ولكن بشكل عام الفرص موجودة في كل مكان في العالم ولكن يعتمد ذلك على نوع المشروع. واعتقد أن منطقة الخليج لن تفقد اهميتها من حيث الاستثمارات الاجنبية وذلك كله يعتمد على الإجراءات الحكومية لمواجهة انخفاض أسعار النفط.
برايك، كيف يمكننا تخطي هذه الازمات؟
٭ الكويت بلدكم «عضوا عليها بالنواجذ». فالبلد قد قام بسواعد أبنائه المخلصين، ولكن كويت اليوم ليست مثل كويت القديمة التي اصبحت مجرد حلم جميل، ولكن هناك 3 قواعد بالامكان أن ترجعنا الى الزمن الجميل: أولا: الشفافية، ثانيا: محاربة الفساد، ثالثا: وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
علي المتروك في سطور
علي يوسف المتروك هو رجل اعمال كويتي شارك في تأسيس العديد من الشركات الكويتية التي مازالت موجودة حتى الآن في السوق الكويتي وتعتبر من اكبر الشركات الكويتية، حيث يقول المتروك متحدثا عن فكره وأعماله: «اعتبر نفسي انسانا متعدد المواهب فقد تنقلت من القطاع الحكومي والصناعي والتجاري، حيث كنت اشغل منصب مدير ادارة املاك الدولة لمدة 21 عاما مما اتاح لي أن اعاصر عهودا كثيرة مرت بها الكويت».
وبالنظر الى مشوار المتروك في الصناعة، نجد انه من مؤسسي شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، وشركة الأسماك الكويتية، وشركة الفنادق الكويتية، ويشير المتروك الى ان فكرة تأسيس شركة المطاحن جاءت عندما كان هناك الكثير من الطحين يخلط بالذرة ويباع على أنه قمح، كما أن الزيت «دلال حاليا» كان يخلط بدهن الخنزير، لذلك طلبنا عباد الشمس وكان يعصر في الكويت حتى اصبحت أهم وأنجح الشركات الكويتية منذ الستينيات الى الآن، وأصبح هذا الزيت علامة تجارية كويتية تحت اسم «زيت دلال».
اقرأ أيضاً:
جمال جعفر.. رمضان شهر عمل واجتهاد.. والصوم يضفي على أدائه متعة ورضا
صلاح الفليج: العبادة تكتمل بالعمل.. فالعمل عبادة وإتقانه ريادة
د.يوسف العلي: «تشريب رقاق» وجبتي المفضلة بالإفطار.. والحلو لقيمات
عبدالله التويجري: متعة العمل تتزايد في رمضان.. ولا أشعر بأي متاعب خلال يومي
مازن الناهض: رمضان شهر عمل وعبادة.. وأُفضل عدم تأجيل أي عمل أو مهمة خلالهّ
عبدالعزيز الغنام: الإخلاص والعمل الدؤوب سر نجاح العائلة
عدنان العثمان يروي لـ «الأنباء» قصة آل العثمان.. «عائلة الخير والعطاء
علي الموسى: لا أشبع من قراءة القرآن في رمضان ..وأجد فيه ثروة ومعيناً لا ينضب
محمد غازي المطيري: مشاريع النفط العملاقة تجعلنا نعمل دون توقّف..حتى في رمضان
حمد العميري: ظللت أفكر ماذا سأقول للعم ناصر الخرافي عندما يأتي الصباح؟!
محمد جعفر: التزامي بمبادئ الدين الإسلامي سر نجاحي في عالم التجارة
عبد الوهاب الوزان: أحرص في رمضان على مساعدة الآخرين بعيداً عن أي أهداف ذاتية