قبل أيام.. أو قبل شهر أو شهرين بصراحة لا أذكر، لأن الأيام تركض بنا أسرع من العداء سعيد عويطة ومن العداء العالمي «يوسين بولت»! كنت في جامعة الكويت وتحديدا في قسم الإعلام، وتكلمت أمام طلبة الزميل العزيز د.خالد القحص (أستاذ الإعلام بالجامعة).. عن رحلتي مع الإعلام، فذكرت لهم كيف كتبت أول مقالة لي، ونشرتها في صحيفة آفاق الجامعية.. وكيف استقبلها طلبة الكلية «بالقبول»، فصرت أمشي في الكلية.. ولا أنيس منصور في زمانه!
كتابة المقالات كانت بالنسبة لي، مثل ممارسة اليوغا للأثرياء، ومثل «التسوق» وصرف الأموال بالنسبة لجنس النساء بلا استثناء.. ومثل صيد الثعالب بالنسبة للإنجليز، ومثل إطلاق «النكتة» بالنسبة للمصريين! ففيها أجد التعبير بوضوح عن أفكاري وقناعاتي، وفيها أنقل آراء الناس للمسؤولين، حتى لو كان بعض المسؤولين، مثل تماثيل متاحف لندن، التي لا تسمع ولا تتكلم ولا ترى! المهم أنني أخذت على عاتقي نقل صوت من لا صوت له.
وكان دعاء هذه الفئة لي، أفضل من ألف درع تذكارية، ومائة هدية، ومن عشرات الأقلام الفاخرة (والجملة السابقة لا تعني أني لا أؤمن بالمثل «انا غنية وأحب الهدية»، بل العكس أنا أؤمن بهذا المثل واحترمه جدا). في الجامعة اعترفت بأنني احب الكتابة، أكثر من التقديم التلفزيوني، رغم أن تأثير التلفزيون أقوى بكثير من الكتابة الصحافية.
وان الإعلام المرئي طغى على الإعلام المقروء.. وكلنا شاهدنا سقوط تمثال المقبور صدام في ساحة الأندلس سنة 2003 على الهواء مباشرة.
وكيف اختصرت هذه اللقطة العشرات من الصفحات في الصحف العالمية والمحلية! ورغم حبي للكتابة إلا أنني توقفت بسبب إعداد وتقديم برنامجي التلفزيوني «اليوم السابع»، وصعوبة الجمع بينهما في بيت واحد!
ولما عدت لمعشوقتي.. وبدأت أكتب في «الأنباء» تأكدت من أن للكتابة لياقة، لا تختلف عن لياقة رواد النوادي الصحية! ولا تختلف عن لياقة هواة ركوب الأمواج والخيل.. بدون البيداء! فترتيب الأفكار يحتاج لوقت، وكتابة المقال بسلالة يحتاج لوقت آخر.. والزبدة اعذروني إذا تأخرت في تسليم المقالة.. فللياقة أحكام!
***
اللهم من أراد بالكويت وأهلها خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالكويت وأهلها شرا فاشغله في نفسه واجعل تدميره في تدبيره.@aalfahad