مما لا شك فيه أن «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن تشكل إجراء حاسما حظي بتأييد دولي كبير لإعادة الأمن والاستقرار والشرعية باليمن.
وأؤكد أن هذا الإجراء العسكري يستند الى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، كما أنه يؤكد على التضامن العربي مع اليمن وقيادته الشرعية ويحفظ سيادته واستقلاله ووحدة شعبه وأراضيه.
وأعتبر أن التحالف العسكري العربي بزعامة المملكة العربية السعودية إجراء لابد منه من أجل حماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية التي جاءت استجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي بعد فشل جميع الجهود التي بذلت من أجل وضع حد لتجاوزات الحوثيين وانقلابهم على الشرعية.
وإنني لأستغرب بشدة عدم استجابة الحوثيين لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والتي دعا فيها كل الأطراف إلى اجتماع في الرياض لحسم الخلافات، وهذا يؤكد أنهم لا تعنيهم مصلحة اليمن بل شغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية وأجنداتهم الخارجية.
ولا شك أن خادم الحرمين الذي تبنى الدعوة إلى الحوار مع الأطراف اليمنية وكرر هذه الدعوة في القمة العربية في شرم الشيخ يؤكد أن الرياض لم تغلق باب الحوار على الرغم من الانقلاب الحوثي وأنها مازالت تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، ويؤكد أيضا أن هدف التحالف العسكري هو اليمن فقط للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته.
يا كل الوطن العربي، أقول من القلب إن الاتحاد قوة والتشرذم ضعف وهوان، فيا ليتنا نستمع إلى خطاب القلب والعقل ونجلس إلى طاولة الحوار ونتجاوز الخلافات من أجل أوطاننا وشعوبنا، فما ذنب الأبرياء الذين سقطوا نتيجة قفز الحوثيين على السلطة.
فهل هناك أي مشكلة لو يفكر الحوثيون في الأمر قليلا وجنبوا وطنهم ويلات الحرب، هل هناك أي مشكلة لو أعملوا عقولهم ونحوا جانبا أنانيتهم ومصلحتهم الانقلابية، ووضعوا نصب أعينهم مصلحة اليمن، هناك من يصرخ في آذانهم قائلا عودوا إلى الصواب، يرحمكم الله، عودوا إلى الصواب فإنكم محاسبون على أفعالكم الشيطانية، وحسبي الله ونعم الوكيل.