أثبتت دول مجلس التعاون الخليجي للعالم انها رقم صعب وقوة لا يستهان بها، بل ولابد ان تؤخذ مواقفها وسياساتها في حسبان القوى الدولية الكبرى.
فقد جاء قرار مجلس الأمن حول اليمن ليبرهن ان دول «التعاون» تستطيع فرض رؤيتها على الجميع، إذا كانت هذه الرؤية تنطلق من الحق والمنطق والحرص على استقرار المنطقة.
فالتحرك الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية لردع الحوثيين ووقف تجاوزاتهم بحق الشعب اليمني منع تكرار المأساة التي حدثت في سورية ومازالت مستمرة، ما ادى الى ضياع ثروات ومقدرات الشعب السوري، ونزوح مئات الآلاف منهم ليعيشوا كلاجئين داخل مخيمات في دول مختلفة ويتجرعوا مرارة المعاناة كل يوم مع ضعف الخدمات التعليمية والصحية والمعيشية المقدمة لهم.
وتواصل المملكة العربية السعودية تحركها السديد نحو لم شمل العرب، وجمع قوتهم وتوحيد صفوفهم، وبعد شهر واحد من إقرار القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ لقرار إنشاء «قوة عربية عسكرية مشتركة»، نجحت المملكة في الاتفاق على إقامة مناورة عسكرية كبرى على أراضيها بالتعاون مع الشقيقة مصر ومشاركة قوات من دول «التعاون».
ولا شك ان مثل هذه المناورة ستكون نواة لانطلاق القوة العسكرية العربية المشتركة، وستعكس مدى قوة العرب في وحدتهم وقدرتهم على مواجهة اي تحديات او تجاوزات خارجية.
تحية إجلال وتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين، وتحية خاصة لوزير الدفاع السعودي ورئيس الديوان الملكي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ذلك الشاب النشط، الذي أثبت حكمة وبراعة في تحمل مهام منصبه.