الموت حق علينا جميعا، وسبحان من له الدوام رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم، إلا اننا عندما نفقد شخصا فريدا في صفاته، كريما في عطائه، حكيما في قراراته، نجد أنفسنا أمام لحظات مع النفس نسترجع فيها إنجازاته، ونتذكر خلالها مآثره، ورغم يقيننا بأن الموت كأس وكل الناس شاربه إلا اننا نعجز عن مقاومة الحزن والألم على الفراق.
لقد ودعت الكويت بمشاعر من الأسى فقيدها الكبير رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، لكنه سيبقى علامة مضيئة في تاريخها بإنجازاته العظيمة التي وصلت عنان السماء.
ورغم علو هامته وارتفاع شأنه كان ـ رحمه الله ـ مثالا للتواضع، لم يعرض يوما عن معارضيه، كان يستقبل النقد بصدر رحب، لكنه لا يتزعزع عن السعي من أجل مصلحة الكويت، ومستقبل أبنائها.
واجه الكثير من التحديات.. واعترضت طريقه الكثير من المطبات السياسية، إلا انه كان يتخطاها بحنكة واقتدار، بابتسامته المعهودة وتفاؤله المستمر.
إنجازاته لم تعرف حدودا، ولم توقفها عثرات، من الاقتصاد الى السياسة الى أعمال الخير والإحسان، تواصلت جهوده بكل جهد، حتى وجدنا العالم يشاركنا الحزن على رحيله، ولم لا وقد بنى صروحا عظيمة من المحبة في نفوس الناس، ونال احترام وتقدير الجميع حتى من اختلفوا معه سياسيا.
رحل بوعبدالمحسن لكنه سيظل رمزا للعطاء والإخلاص والإنجاز والتفاؤل، وستظل سيرته نبراسا لكل باحث عن القدوة الحسنة في مواجهة الصعاب، وتحقيق الإنجازات.
نسأل الله لفقيد الكويت الرحمة والمغفرة، وخالص العزاء لأسرة الخرافي الكرام.