جرح صغير، ليس بالعين شيئا في رجل أحمد، جراء مباراة كرة قدم، تركه مهملا وعاد الجرح ينزف مرة أخرى بعد أيام، وأصر على عدم الذهاب لعلاجه، مستصغرا إياه. مرت شهور ليست بالقليلة، ولم يلتئم جرح أحمد، بعدها قرر الذهاب للمستشفى بعد أن أشغل باله الموضوع. عند دخوله على الطبيب، وبعد شرح القصة له، خضع لفحوصات عدة، كي يبعد الريبة عنه، وحصل ما لم يكن يتوقعه، أخبروه بأنه سيبقى في المستشفى تحت الملاحظة، صعقه الخبر.. استفسر «لماذا»؟ أيستحق الجرح الصغير هذا كله؟ بات هذه الليلة من دون أن يعلم ما به من مرض، وفي اليوم التالي، دخل عليه الطبيب، حاملا معه تقريرا طبيا، وبعد تردد قال «للأسف أنت مصاب بمرض السرطان، والمصيبة أنه تفشى في أماكن حساسة، وبات سريع الانتشار». وظل يعالج هذا المرض الخبيث، وقال أحمد بعد ـ إرادة القادر ـ «الجرح الصغير يستحق الشكر، ولم لا أشكره بعد أن أرشدني لمرض السرطان الذي انتشر بجسدي»؟ وفعلا، بشار الأسد يستحق الشكر، فقد كشف ما يدور في ضمائر المسلمين، بعدما كشف سرطان التخاذل والسكوت عن الظلم، الذي تفشى بشكل بات لا يحتمل في الدول العربية المسلمة.
[email protected]
twitter: alialsabri