بقلم: بدر الجمعة
اعتدنا ان نسمع مصطلح الاسير في حالة الحرب، ولكنه بالكويت ارتبط باللاعب الكويتي فهو يوقع ويبصم على استمارة تسجيل بعمر صغير وتتجدد هذه الاستمارة تلقائيا إلى ما لا نهاية ولا يملك أي حق في تقرير مصيره أو علاجه أو أي حق آخر إلا قرار الاعتزال، وكل هذا في دولة تفتخر بالحريات والدستور المبني على الحقوق والواجبات، فاللاعب عليه واجبات فقط دون أي حقوق له!
عندما احس الاتحاد بأنه ظلم بقرارات جائرة اتجه إلى القوانين الدولية والمحاكم الرياضية لتنصفه وترجع حقه ليستمد شرعيته منها، وهو ما حدث وهو حق وغالبية الشارع الرياضي مع شرعيته المستحقة، ولكن الغريب عندما اتجه اللاعب إلى الاتحاد الدولي والقوانين الدولية التي أنصفته بداية في الشجاع خالد الرشيدي الذي رفض هذا الاستبداد وبدأ بالمطالبة بحقه، وها هو يحترف في ناد أوروبي فتخيل استسلامه وبقاؤه بناديه؟ فهو حقه في تحديد مصيره لأنه لاعب هاوٍ لا يرتبط بأي عقد مع ناديه ففتح الباب لباقي اللاعبين الذين لجأوا إلى حقهم عن طريق أندية السلطنة «بنظام الترانزيت» عندها قام الاتحاد بمعالجة الخطأ بخطيئة باتخاذ قرارات باعتباره لاعبا محترفا فهي صفة للاعب الأجنبي وليس للمواطن؟ أو بإيقافه ولم يضع بديلا كلجنة تنظم طريقة الانتقال وتضع لوائح تضمن حقوقه وحق النادي.
وهذه رسالة إلى متخذ القرار بالشأن الرياضي والقيادات الرياضية بإطلاق قيد اللاعب الكويتي فعمره بالملاعب قصير، ومن حقه استثمار موهبته بالشكل الذي يتناسب معها، أتمنى أن يكون مسمى اللاعب بالمحترف وليس بالأسير، فهو مواطن رياضي يريد حقه فقط، وهذا ليس بالمستحيل، فهو مطلب إنساني وواقعي في دولة مؤسسات وفيها قوانين تنظم جميع الأمور المتعلقة بحياة المواطن والمقيم إلا بالرياضة، فالوضع أقرب الى الاستعباد والتملك، هذا على صعيد تحديد المصير بالنسبة للاعب، فكم لاعب مميز ابتعد أو انتهى فنيا بسبب تعسف ناديه برفض عروض انتقاله داخليا أو خارجيا! الانتقالات أصبحت واقع بين الأندية، وآن الأوان لتنظيم هذه الانتقالات تحت مظلة لجنة تضع الآلية المناسبة لاعتماد العقود التي تحفظ حق اللاعب المادي وتكسر هيمنة إدارات الأندية التي تدير هذه العملية حسب المزاج أو العلاقات الشخصية، فاللاعب ليس سلعة يمتلكها النادي، فالدولة هي التي تدفع الميزانيات وتقيم المنشآت ولا جميل على اللاعب من الإدارات، فالإدارة أتت من باب التطوع لخدمة النادي ولاعبيه، في النهاية التطور يصب لمصلحة المنتخبات التي تمثل الكويت وليس الأشخاص، فتخيلوا الوضع الرياضي بعد إقرار هذه اللجنة ومستوى اللاعبين والمنتخبات بعدها.
[email protected]