الإعلام دائما يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الشارع الرياضي وغالبا ما يكون سلوك المتعاطين مع الرياضة متماشيا وبشكل مواز مع الطرح الإعلامي والخطاب الرياضي العام.
عندما يصبح هدف الإعلام الرياضي هو رفع نسبة المشاهدة لإبراز نجاح مفتعل أو تسويق البرنامج لأهداف مادية عن طريق الإعلانات بأي وسيلة، حتى وان كانت وسيلة لا تنفع المشاهد، فإنه يرسخ سلوكا عدائيا وكراهية بين محبي أندية ومشجعين يتأثرون بشكل غير مباشر بما يطرح من إثارة بلبلة وجدالات وصراخ ومشاحنات بين رياضيين، للأسف، مختلفين في وجهات نظر غالبا ما تكون لأجندات شخصية ومصالح داخل المجال وليست أهدافها الإصلاح والمصلحة العامة للرياضة الكويتية، حتى أصبحت بعض البرامج ساحات للتجريح والشتم ، وللأسف، لكل منهم مطبلون في برامج التواصل الاجتماعي ويرفع هذا السلوك أعداد متابعيهم بما ينعكس على المجتمع الرياضي بشكل عام وعلى المدرجات والمقاهي والدواوين، والمتابع للشارع الرياضي في الفترة الاخيرة يستطيع ان يرى انتشار الكراهية وانعدام الروح الرياضية بين مشجعي الأندية المتنافسة على البطولات المحلية أو الخليجية أو القارية، وأصبحت سمة التشكيك والتجريح والطعن في الاتحاد والحكام أمرا مقبولا بل مرغوبا أيضا، حتى وصلت الأمور الى الطعن في ذمم بعض الحكام من دون دليل ملموس، وتناسوا أن الجميع يجتهد لينجح ويحقق إنجازات شخصية له ولا يتعمد الخطأ لترجيح كفة أو ناد لأنه في نهاية الأمر له طموحاته وأحلامه يسعى لتحقيقها على المستوى المحلي والدولي.
نعم، الاتحاد والحكام غير معصومين والاتحاد خصوصا اخطاؤه كارثية وغير مقبولة، لكنني هنا أنتقد سلوك التجريح والذم والشتم لشخوص الحكام وتبني مبدأ نظرية المؤامرة في كل شاردة وواردة بحقل الرياضة.
الرسالة الى بعض البرامج والاعلاميين ان يتقوا الله في جيل كامل سيتبع اسلوبكم غير الرياضي ويتربى على الكراهية وعدم احترام الغير وعدم تقبل الخسارة، متجاهلا أن الرياضة هي لعبة الاخطاء وأن التفوق يكمن في قلة الأخطاء وليس انعدامها.
سؤال لبعض الاعلاميين والبرامج الحوارية: لماذا لا نرى هذا السلوك المذموم سوى في بعض دول الخليج، ولا نراه في البطولات الأوروبية والعالمية التي سبقتنا في هذا المجال؟!
[email protected]