بقلم: بدر الجمعة
في كل عمل او مشروع ناجح يجب ان يمر بمراحل اولاها واهمها تحديد الهدف الذي بناء عليه يتم العمل وترسم الخريطة لتحقيقه، والفرق الرياضية هي مشروع عمل يحتاج الى هدف واضح اولا «القصد هدف قصير المدى لموسم واحد» ثانيا: الوسائل المستخدمة التي تخدم الهدف وتحققه ثالثا: استراتيجية وخطة عمل.
1- من شروط تحديد الهدف:
٭ أن يلبي طموح وتطلعات جماهير الفريق والقائمين عليه بما يتناسب مع تاريخه.
٭ أن يكون واقعيا ومنطقيا اي يتناسب مع واقع الفريق وليس خياليا كتحقيق بطولة آسيا والفريق لم يحقق بطولة الدوري المحلي او كأس.
٭ ان يكون واضحا كتحديد بطولة معينة او تأهل الى دور معين وليس ان يكون الهدف المنافسة مثلا، فهو هدف غير واضح .
2- الوسائل لتحقيق الهدف:
٭ ان تكون متاحة حسب امكانيات الفريق المادية: كجهاز فني خبير وقادر على تحقيق الهدف ومحترفين ذوي مستوى عال في مراكز يحتاجها الفريق لتكون نقاط قوة ودعم وهذه نقطة لا تقل اهمية عن الهدف لانها مشكلة اغلب الفرق فهي تضع هدفا كبيرا وجهازها الفني ومحترفوها اقل بكثير من هدفها.
٭ اختيار جهاز اداري لديه القدرة على التعامل مع متغيرات كثيرة اثناء الموسم ويعرف كيفية التعامل النفسي والمعنوي مع افراد الفريق والاعلام والجماهير.
٭ دعم معنوي ومادي من مجلس الادارة والشخصيات المحبة للنادي (قبل واثناء الموسم الرياضي وليس عند تحقيق الهدف لانهم المصدر الاساسي لتمويل وسائل تحقيق الهدف).
3- الاستراتيجية:
وهي الخريطة التي ترسم خطة العمل من البداية الى النهاية كالمعسكر الاعدادي ومكانه ومدته والاتفاق على صلاحيات كل جهاز وتوفير احتياجاته وسياسة ادارة الفريق الواضحة للجميع كلوائح النظام المتبع والعقوبات والمكافآت.. إلخ.
بعد توضيح هذه النقاط المهمة التي تتيح لنا ان نقيم عمل اي فريق من خلال هدفه فاذا كان هدفه لم يتحقق فالسبب بالتأكيد في اختيار الوسائل او الاستراتيجية او ان يكون الهدف غير مناسب او غير واضح، فأي خلل من احدهم او اكثر يؤدي إلى الفشل في تحقيق الهدف، حاليا من يطبق هذه النقاط محليا فريقا: القادسية والكويت فنراهم دائما بالمنافسة والاكثر حصولا على البطولات بالسنوات الماضية ولديهم صف ثان قوي نتيجة عمل متواصل بالمراحل السنية ومحترفون مميزون في مراكز قوة بفرقهم، وهذا يوضح لنا ان هناك هدفا وخطة ووسائل فعالة في هذه الفرق ومجهودا جبارا للمحافظة على هذا الهدف اما من بدأ متأخرا فهو العربي وبدأ في وضع اهداف تتناسب مع تاريخه فها هو يستقر على مدرب مميز ومنسجم مع الفريق وبدأ بالتعاقد مع محترفين اسماؤهم جيدة، وابعد اكثر من لاعب يرى أنهم كفوا ووفوا بعطائهم للفريق وبدأ بإعطاء الفرصة للشباب، الجهراء بدأ يقطف ثمار تخطيطه بفريق شاب لديه طموح، السالمية بدأ بالتخطيط للعودة لوضعه الطبيعي كفريق منافس للموسم القادم عن طريق تعاقدات محلية وخارجية من نجوم ولاعبين دوليين فإذا استطاع غرس روح الفريق التي افتقدها السالمية بالسابق فالفريق هو من يحقق البطولة وليس اسماء اللاعبين وتاريخهم عندها سيرعب الفرق بالمستقبل، كاظمة افتقد الهدف والاستراتيجية فتاه فريقه وسلك طريق النتائج السلبية، والجميع يتمنى عودة البرتقالي لشخصيته السابقة عن طريق العمل والاجتهاد من الجميع، فالتاريخ لا يرحم احدا واما باقي الفرق فهي تكتفي بالاجتهادات الشخصية لبعض المخلصين سواء ادارة او مدرب او بعض اللاعبين فهذا لا يكفي لصعود المنصات او حتى لوضع بصمة بين الاندية، فالعمل الجماعي لا مفر منه لتحقيق انجاز، فلا مجال للمجاملة والتنفيع في المجال الرياضي، فالتاريخ يصنع بالعمل والتاريخ ايضا يهدم بالاهمال والكسل.
[email protected]