إن المتابع لتاريخ حزب الله اللبناني يرى أنه نشأ بعقيدة طائفية وبدعم إيراني مباشر في العام 1980 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، والسؤال الآن: ما أهداف هذا الحزب سواء في لبنان أو بمنطقة الخليج واليمن؟
فمن أهدافه في لبنان حجز إطلالة له على البحر المتوسط تمكنه من لعب دور إقليمي يحسب له ألف حساب، أما في اليمن فهو يريد السيطرة على الامتداد الجغرافي لدول الخليج، وكذلك السيطرة على مضيق باب المندب، أما على مستوى الخليج فهو يريد إشاعة الفوضى وان تكون له اذرع وأجنحة داخل هذه الدول، وكذلك في العراق الذي اصبح غارقا بتدخل حزب الله وميليشيات لا تبعد عن نهج حزب الله وبالطريقة نفسها والتمويل نفسه، نعود إلى الشأن المحلي ولنرى تاريخ حزب الله في الكويت، فقد نشأ بطريقة سرية أوائل الثمانينيات، وكلما كان هناك صراع بين الحكومة والمجلس ظهر هذا الحزب للعلن بتفجيرات هنا وهناك كما حصل في منتصف الثمانينيات من تفجير موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وتفجيرات المقاهي وتفجيرات المنشآت النفطية واختطاف طائرة الجابرية.
وها هو كان يسعى إلى زعزعة الأمن في الكويت، لكن عناية الله سبحانه وتعالى أفسدت مخططاته الخبيثة.
وما نريد التركيز عليه في هذه القضية الأخيرة هو تورط بعض الكويتيين مع هذه الخلية الخبيثة، ولا بد من الانتباه إلى أن الخلايا النائمة تنشأ عندما تكون هناك أرضية خصبة تعمل فيها، خاصة عندما يكون هناك خلاف بين الحكومة والتيارات والكتل السياسية التي نراها غائبة عن المجلس وغير الممثلة داخل البرلمان، وهذه الخلايا الخبيثة سواء من حزب الله أو من داعش تقتات وتقوى على الخلافات من خلال النزاعات الداخلية.
فإذا أردنا الأمن والأمان يجب أن تكون هناك مصالحة وطنية سياسية، وأنا أجزم بأنه متى ما تحققت تلك المصالحة السياسية فستكون هناك مشاركة واسعة تمثل جميع الكتل والتيارات السياسية بلا استثناء، وبالتالي لن يكون هناك أي اختراق للوحدة الوطنية، ولن يجد حزب الله أو غيره أي حاضنة له داخل الوطن.
أرجو من جميع المواطنين التكاتف والتعاضد بغض النظر عن أي توجه يتبعونه، لأن الكويت غير قابلة للمساومة وستبقى عصية على كل جاحد أو عدو يتربص بها أو يحاول المساس بأمنها أو التدخل في شؤونها.
[email protected]