أكتب مقالتي هذه وأنا في الطائرة غائب عن الوطن مشتاق لديرتي وأحبائي، أفكر في حال هذا البلد وما يجري فيه من تجاذبات وصراعات سياسيه لا تتعلق بالديموقراطية.
ونحن نرى الآن من خلال الندوات الانتخابية التي تأتي عادة قبل أي انتخابات وكذلك من خلال البرامج واللقاءات على الفضائيات يفتضح كثير من المرشحين ويظهر ذلك في أقل درجات العمل السياسي وهو فن الخطابة، فمنهم من ينزل للانتخابات وهو لا يفقه حتى فن الكلام، ويجب على كل من يسلك هذا الطريق أن يكون على درجة عالية من الفهم والنضج السياسي، فرفع الصوت لا يدل على قوة وقدرات وإمكانات المرشح، ولكن للأسف كثير من المرشحين لا يوجد لديه برنامج سياسي واضح يرتكز عليه، لأننا شعب تعودنا على المجاملات والعلاقات الشخصية في مسار العمل السياسي، فنحن شعب للأسف يختار من يمثل عليه ولا يختار من يمثله في الرقابة والتشريع وتفعيل الأدوات القانونية والدستورية، وبعد أن يقع الفأس في الرأس نتحسر على أداء مجلس الأمة، نحن وبكل صراحة شعب تربى على الواسطة والمحسوبية ويريد مجلسا قويا، ألا تعلم أيها المواطن أنك خذلت نفسك قبل أن تخذل الوطن، اجعل شعارك محبة الوطن قبل محبة أي شيء آخر، واجعل الإيثار طريقا لك، لا بأس من أن ينفع عضو البرلمان الناس في مصالحهم وفي أمورهم، ولكن مع خط يتوازى في الرقابة والتشريع، فحكومة تهاب المجلس يجعل مسار البرلمان في اتجاهه الصحيح.
اقترب موعد الاقتراع وبدأ العد التنازلي ليوم التصويت، وإذا أردنا التصحيح فعلينا البدء بأنفسنا فمتى نجحنا في الاختيار الصحيح سنكون كمن سجل هدفا في مرمى الخصم وإن أخطأنا وجاملنا فسنكون كمن سجل في مرماه.
كلمه أخيرة
الوطن أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها وعلى نعمة العيش الرغيد في كنفه.