لكل شخص أو جهة في العالم سواء كانت حكومية أو شعبية، أهداف ومصالح يسعون للحصول عليها، وتراهم يسعون بكل جهد للوصول لمبتغاهم، وهذا شيء طبيعي ومنطقي إذا كان هذا الأمر لا يتعارض مع مصالح الآخرين ويجب أن تكون المساعي داخل أطر القانون.
لكن هناك أمرا يجب أن يفهمه الجميع يوضحه بيت من الشعر العربي وهو قاعدة ثابتة ومنطقية
ليس كل ما يطلبه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وقد اختلف الرواة لهذا البيت الشعري في معنى «السفن».
فهناك من يقول إنهم يقصدون بمفردة السفن السفينة نفسها، وهناك من يقول انهم يقصدون ربان السفينة، وذهب البعض إلى أن المقصود هم البحارة الذين يعملون عليها، ومن الواضح أن مشكلة الرياضة الكويتية مع «الفيفا» ليست كما يدعي ويشيع أهل الفيفا.
فالهدف من إنشاء تلك المنظمة هو خدمة الرياضة في جميع الدول وفق قوانين كل بلد منضم إليها، ولكن اتضح من خلال تعنتهم مع الكويت أن الهدف الحقيقي ليس الرياضة ولا الشباب ولا قوانينها، فقد وافق مجلس الأمة وهو الممثل الشرعي لكل أطياف المجتمع الكويتي على أنه سيتم تغيير القوانين بما يتوافق مع الأوضاع في الكويت.
ولكن الفيفا لا تريد إلا قوانينها، والواضح أنه ليس لها ربان واحد وكل من يعمل معها أو فيها يعتبر نفسه ربانا ويريد أن يفرض علينا رغباته، فبعض قوانينكم غير مقبولة لدى كثير من الدول، وعلى سبيل المثال لا الحصر جميعنا نعلم ما هي الاشتراطات الملزمة لإقامة بعض المسابقات، وقد تأكد للعقلاء من الشعب الكويتي بعد رفضكم لطلب مجلس الأمة بتأجيل المنع أنكم تطالبون بتغيير دستورنا ليتوافق مع رغبات «سفنكم» مع زيادة حرف اللام وإضافة نقطة على حرف النون.
أدام الله من أراد خدمة الكويت لأجل الارتقاء برياضتها ولا دام من يريد تغيير دستورنا من أجل إرضاء المنظمات الأخرى.
[email protected]