هناك من يعتقد انه بمجرد أن يتم انتخاب أي شخص من قبل المواطنين ليكون نائبا لهم في البرلمان فإنه يصبح من رجال السياسة وكثير ممن يعتقدون هذا الاعتقاد لا يعرفون الفرق بين رجال السياسة ورجال الدولة، فليس كل من عمل بالبرلمان يطلق عليه رجل دولة.
لقد قال شكيب ارسلان كلمة يوضح فيها الفرق بين رجال الدولة ورجال السياسة، فالوطني يفكر بالأجيال القادمة وبأمنها ورجل السياسة يفكر بالانتخابات القادمة وكيف يحافظ على كرسيه حتى لو كانت الأمور التي تجعله يضمن الكرسي غير منطقية.
في اللقاء الأخير لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك كانت إحدى الإجابات هي خارطة طريق تبين الفرق بين تفكير السياسيين والقادة، فحين سأله المذيع عن أهم الأولويات التي تهمه، كانت الإجابة «الأمن» وهذا يوضح أن سموه رجل دولة ويفكر بالمصلحة العامة.
نعم هو الأمن الذي لو فقدته لفقدت كل شيء، وقد وضح سموه أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار اقتصادي إذا لم يكن هناك أمن، ولو فكرنا ماذا فعل فقدان الأمن في كثير من الدول العربية إلى جانب عدم رغبة أحد في الاستثمار في تلك البلدان حتى لو كان عائد الاستثمار عشرات الأضعاف، لأدركنا ذلك.
وأصدق دليل على أهمية الأمن قوله تعالى: (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فهو خالق كل شيء ويعلم ما يحتاجه خلقه ولكم في استثمارات الخليجيين التي تركوها في سورية المثال على أهمية الأمن الذي يجلب كل شيء لكل بلد بما في ذلك السائح فكل شيء يمكن تعويضه ولكن تعويض الأمن يحتاج إلى عشرات السنين ولكم في الدول التي مرت بها الفوضى دليل تشاهدونه يوميا.
فلو سألت أي شخص فقد أمنه: ماذا تريد؟ لقال لك: أريد أن يعود الأمن والأمان لبلدي، فقد اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، فهل بعد كلام الله وحديث رسوله إثبات على أهمية الأمن؟!
أدام الله رجال الدولة الذين يفكرون في مستقبل وأمن بلدانهم ولا دام من يفكر في الحفاظ على الكرسي.
[email protected]