لقد شهد التعليم في العصر الحديث العديد من التطورات التي انعكست على تحقيق الإيجابية بالنسبة لجميع محاوره المعلم والمتعلم والمنهج والوسيلة التعليمية التي يتم من خلالها اكتساب المحتوى التعليمي.
فعلى صعيد المعلم، أصبح المعلم أكثر قدرة على الأداء نظرا لزيادة خبراته التعليمية وقدرته الفنية والمهارية نتيجة ما يتلقاه من دورات تدريبية تقوم بها المؤسسات التعليمية تنفيذا لتعليمات وزارة التربية والتعليم، هذه الدورات بدون شك تسهم في زيادة خبرات المتعلم العلمية والمعرفية، وكذلك تزيد من خبراته المهارية والفنية في التعامل مع الصعوبات التعليمية التي تواجهه أثناء ممارسة وظيفته داخل البيئة الصفية أو أثناء قيامه بالتعلم عن بُعد.
وعلى مستوى المتعلم، فقد أصبح قادرا على تلقي المحتوى التعليمي والتواصل مع المعلم سواء بشكل مباشر من خلال الحضور في البيئة الصفية أو التعلم بشكل غير مباشر مثل القيام بالتعلم عن بُعد أو التعلم الذاتي نتيجة لقدرته على التحصيل العلمي سواء من المنهج المقرر أو مما تضمنته شبكة الإنترنت من معلومات أو التواصل غير المباشر مع المدرسة أو الجامعة ليتم التعلم عن بُعد دون الحاجة إلى السفر أو الذهاب إلى البيئة التعليمية التقليدية مثلما كان عليه التعليم في السابق.
وعلى صعيد المنهج، فقد تم تطوير المنهج بشكل كبير عما كان معمولا به ومطبقا في السابق، مما سهل التعرف على المنهج واكتساب المعرفة من خلاله، فعلى سبيل المثال تم تفريغ محتوى المنهج وتقديمه للطلاب من خلال عروض تقديمية أو من خلال مقاطع فيديو أو غير ذلك من الوسائل التعليمية ما بسط من المنهج وساهم في عدم عزوف الطلاب عن التعلم بدلا من الاعتماد على المنهج الورقي الذي كان يثقل كاهل الطالب من حيث حمله والذهاب به بشكل يومي إلى المدرسة، فضلا عن كثافة المنهج الذي كان يؤدي إلى صعوبة التحصيل الدراسي، مما ينعكس بالسلب على المستوى التعليمي ويؤدي إلى عزوف الطلاب عن عملية التعلم.
أما الوسيلة التعليمية في التعلم الحديث فقد تعددت وتطورت، فهناك التعلم الإلكتروني والتعلم عن بُعد وغيرهما من صور التعلم فضلا عن تطور الوسائل التعليمية من خلال استخدام وسائل تقنية تسهم في التعرف على محتوى المنهج المقرر مما يزيد من المستوى التحصيلي للطالب.
وفي نهاية هذه المقالة، يمكن القول: إنه ورغم المميزات التي تم عرضها بالنسبة للتعلم الحديث، فمازال هناك بعض الإيجابيات للتعليم القديم، فهو ليس سلبيا بشكل كلي بل يتضمن بعض الإيجابيات، ولذلك نرى ضرورة إخضاع التعلم التقليدي للدراسة والتعرف على مميزاته التي يمكن الاستفادة منها في المستقبل، والتخلص من السلبيات التي يتصف بها، خاصة أننا نستقبل عاما تعليميا جديدا في هذه المرحلة التي يتم الاستعداد فيها إلى العودة إلى المدرسة والجامعة، ونوصي أيضا بضرورة الاستفادة من التعلم الإلكتروني والتعليم التقليدي، فلكل منهما مزاياه التي يمكن الاستفادة منها، كما أن لكل منهما عيوبه التي تحتاج إلى معالجة حتى نضمن في النهاية الحصول على نتيجة تعليمية مرضية ومستوى تحصيلي متميز ونشء قادر على المعرفة وقادر على بناء الوطن.