[email protected]
نحن في زمن أحوج ما نكون فيه إلى ما يسمى بالتثبُّت!
نسمع ونحن صغار من الكبار (ضرورة) التثبت من الأخبار!
وكان قبل في الزمن الجميل نسمع من الكبار ضرورة (التثبت والتبين)!
ضروري جدا أن تعوِّد نفسك على التثبث من صحة الأخبار؛ لأن هناك ضرورة جدا في الحياة من تثبت الأمر أو الرأي قبل نقله وبثه والتشاور حوله مع صاحبه!
التثبت (خلق كريم) لأنه مأخوذ من الفعل (ثبت) وهذا يعني التأني والتريث وعدم الاستعجال، وهذا يتطلب منك كإنسان عاقل أن تتأنى وتتأكد من حقيقة الأمر وصحته وعدم نشره أبدا، وأنت ليس متيقنا أنه كلام أو فعل صحيح حتى لا تقع في الاشتباه!
إن تبين الرشد والصواب والحقيقة هو ما يحرص عليه الإنسان في حياته حتى لا يقع في الاستعجال!
إذا قرأت القرآن الكريم فعليك أن تتذكر ما نصحتك به وقلته لك بضرورة التثبت كما جاء في سورة النساء الآية (94) ، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا).
وهذه حالة استبصار حتى لا يكون الالتباس، ويقول أهل العلم إن الصلة بين (التثبت والتبين) واحدة في المعنى هي (فتبينوا) والمعنيان متقاربان لأن من تبين فقد تثبت ومن تثبت فقد تبين!
لغتنا العربية دقيقة، وقد ترى المعنى واحدا، اللهم إذا دققت، فالتبين ليس وراءه شيء وقد يكون تبينت أشد من تثبت!
إذن المراد من التبين: التعرف والتفحص، ومن التثبت: الأناة وعدم العجلة والتبصر في الأمر والخبر حتى ينضج ويظهر!
٭ ومضة: الناظر في الميديا والتواصل الاجتماعي يجد (أخبارا) ليس لها من الصحة تروج هنا وهناك، وبعضها للأسف يسيء للكويت وشعبها ومصالحها العليا، فما أحوجنا الآن إلى التبصر!
إن معرفة الأمور على حقيقتها من خلال البراهين وليس الإشاعات!
٭ آخر الكلام: نعم ما أحوجنا الى التبصر؛ لأنها من وسائل التثبت.
عزيزي القارئ الكريم عليك أن تنأى بنفسك عن العجلة وتتحرى عن كل شيء قبل بثه وإرساله الى الناس، وعليك تذكر ما كتبته لك وإياك والعجلة!
٭ زبدة الحچي: ما أجمل الحياة مع (التثبت) ومن يتأمل واقع الناس اليوم يجد هذا الكم الهائل من الأخبار التي نسمعها ونتناقلها ويرى فيها الاختلاف والتباين للأسف!
عزيزي القارئ الكريم أتذكر هذه الآية القرآنية: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات الآية 6.
أنت ملزم ومحاسب من الله عز وجل إذا ما محصت الأخبار، إذن فلا توزعها وأنت لا تعلم مصدرها وصحتها!
كن حازما مصيبا ولا تكن مثل الأحمق الطائش الذي مآله الذرامة!
وتذكر (فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) على ما فرط منكم فتندموا على إيذاء الآخرين بخطأ فادح؛ لأنكم ساهمتم في توزيع الخبر وتسرعتم، فالله الله، التثبت في كل الأمور والنظر في عواقبها!
«في أمان الله.»