[email protected]
فن التخاطب ذوق ليس يدركه إلا كريم..
والشعر وسيلة الشاعر والكلمات مشاعر وأحاسيس قلبه.
ضيفنا اليوم الشاعر والأديب السعودي عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس، شغل مناصب عديدة، ومنها الأمين العام لجامعة الإمام محمد بن سعود، وهو واحد من المفكرين السعوديين الأفذاذ.
ولد عام 1929م وتوفي في 6 أكتوبر 2021 عن 92 عاما وله كتب ومؤلفات عديدة، منها «إبحار بلا ماء - شعراء نجد المعاصرون» ومؤلفات أخرى، وله قصائد جميلة ومنها يناجي ربه في رائعته «في زورقي».
اليوم أعرض عليكم قصيدته «أأرحل قبلك أم ترحلين»؟!
قصيدة يخاطب بها زوجته وبأسلوب شعري مباشر رغم أنه في (مشارف التسعين) وفي بيئة (نجدية) محافظة، إلا أنه طوَّع الشعر في قصيدة خاطب بها زوجته (أُم عبدالعزيز)، في هذه القصيدة التي حفظها التاريخ شاهدة في نظم غير مسبوق ان من الشعر حكمة، ولتخلد في التاريخ.
أرجو من القارئ الكريم قراءة هذه القصيدة بروية وتذوق قوافي شاعر من أهل نجد الكرام وناسه وزمانه ووقته!
يقول ابن إدريس:
أأرحل قبلك أم ترحلين
وتغرب شمسي أم تغربين؟
وينبت ما بيننا من وجود
ونسلك درب الفراق الحزين
ويذبل ما شاقنا من ربيع
تؤرجه نفحة الياسمين
وتسكب سحب الأسى وابلا
على مرقد في الثرى مستكين
فإن كنت بادئ هذا الرحيل
فيا حزن روح براها الحنين
وإن كنتِ من قد طواها المدى
فيا فجعة لفؤادي الطعين
لقد كنتِ لي سعد هذا الوجود
ويا سعدنا بصلاح البنين
همُ الذخر دوماً بهذي الحياة
وهم كنزنا بامتداد السنين
سلكنا سوياً طريق الحياة
وإن شابها كدر بعض حين
لقد كنتُ نعم الرفيق الوفيّ
وأنتِ كذاك الرفيق الأمين
لك الحمد يا رب أن صغتها
خدينة دينٍ وعقلٍ رزين
تسابقني في اصطناع الجميل
وتغبطني في انثيال اليمين
فيا زخَّة من سحاب رهيف
ويا نفحة من سنا المتقين
حياتي بدونك حَرٌّ وقرٌّ
وأنت على صدق ذا تشهدين
وينفض سامرنا موغلا
رحيلاً إلى أكرم الأكرمين
٭ ومضة:
هذه الأبيات جعلتني أرجو من الشاعر والأديب والمؤرخ د.يعقوب يوسف الغنيم (أبوأوس) أستاذنا ومعلمنا وشاعرنا بالرد على هذه القصيدة، وهو الشاعر الفحل الذي يملك ناصية الكلمة والشعر، وله في أهله وأصحابه قصائد كثيرة (سيف مجرب في هذا الميدان)!
٭ آخر الكلام:
تقرأ القصيدة المرة تلو المرة، وتزداد إعجابا بها، ونقول عمار يا نجد!
٭ زبدة الحچي:
كثيرون هم الأوفياء لزوجاتهم في هذه الحياة، بعضهم أهدوا زوجاتهم عقارا أو مالا أو غيرهما، وهذه القصيدة أنموذج طيب في المخاطبة الشعرية وإهداء الشعر والكلمات!.. رحم الله شاعرنا الكبير عبدالله بن إدريس وزوجته وأسكنهما الجنة!
..في أمان الله.