محمود عيسى
توقع تقرير صادر عن شركة «ريسيرتش أند ماركتس» أن يرتفع حجم السوق العالمي لمشروعات الهندسة والتوريد والبناء (EPC) في قطاع النفط والغاز إلى نحو 334.4 مليار دولار بحلول 2030، وذلك ارتفاعا من قيمته البالغة 231 مليار دولار في 2023، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.4%.
وذكر التقرير أن التركيز المتزايد على تطوير المشاريع الجديدة والتي يجري العمل على تنفيذها والبنية التحتية، من شأنه توسيع فرص سوق الإنشاءات أمام شركات المقاولات المتخصصة في مجالات النفط والغاز، وتعمل التكنولوجيا على إحداث ثورة في سوق «EPC» للنفط والغاز، وخاصة من خلال التطورات في الأدوات الرقمية وتقنيات البناء.
ومن بين أهم التطورات التكنولوجية استخدام التوائم الرقمية، والتي تخلق نسخة افتراضية من الأصول المادية لمراقبة وتحسين الأداء أثناء كل من مرحلتي الانشاء والتشغيل، ومن شأن هذا التطور تحسين عملية اتخاذ القرار وتقليص مخاطر الأخطاء المكلفة، حيث تمكن النمذجة ثلاثية الأبعاد من تحسين تصوير المشروع والتنسيق والتعاون بين المعنيين بالمشروع.
وأوضح التقرير أن نمو السوق سيستمد الدعم من عدة محركات أساسية، أهمها الطلب المتزايد على البنية التحتية للطاقة بسبب ارتفاع الاستهلاك العالمي، وخاصة بالاقتصادات الناشئة، كما أن التعقيد المتزايد وحجم مشاريع النفط والغاز، وخاصة في قطاعي المياه العميقة والغاز الطبيعي المسال، يغذي الطلب على خدمات الشركات المتخصصة لتنفيذ هذه المشروعات.
وأشار إلى أن التطورات التكنولوجية، مثل التوائم الرقمية والبناء المعياري، تجعل من السهل إدارة المشاريع واسعة النطاق، مما يسهم في نمو السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدفع نحو الاستدامة يدفع إلى دمج الطاقة المتجددة وتقنيات كفاءة الطاقة في مشاريع النفط والغاز، مما يخلق فرصا جديدة لمقاولي الهندسة والتوريد والبناء.
ويشير مصطلح الهندسة والتوريد والبناء «EPC» في قطاع النفط والغاز، إلى النهج الشامل الذي تستخدمه الشركات لإدارة مراحل التصميم والتوريد والبناء في مشاريع النفط والغاز، من الاستكشاف والتنقيب والانتاج إلى التكرير والتوزيع للمرافق المختلفة.
ويضطلع مقاولو الهندسة والتوريد والبناء بالمسؤولية عن تنفيذ مشاريع معقدة ذات نطاق واسع وتتطلب معرفة متخصصة ودمج الحلول الهندسية مع لوجستيات المشتريات وخبرة البناء. وتعتبر هذه العملية بالغة الأهمية لضمان إكمال مشاريع النفط والغاز في الوقت المحدد، وفي حدود الميزانية، وبما يتوافق مع المعايير التنظيمية والسلامة.
وهناك العديد من الاتجاهات المهمة التي تشكل سوق «EPC» للنفط والغاز، ومن أهمها التعقيد المتزايد وحجم المشاريع، وخاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط وأميركا الشمالية والمناطق البحرية العميقة، فمع استمرار نمو الطلب على الطاقة، يسود التوجه نحو تكليف مقاولي EPC ببناء مرافق أكبر وأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية.
وقال التقرير إن هناك اتجاها آخر يتمثل في التركيز المتزايد على الاستدامة والاعتبارات البيئية، مما يدفع الى دمج مكونات الطاقة المتجددة والتقنيات الموفرة للطاقة بمشاريع البنية التحتية للنفط والغاز، كما يعمل صعود التقنيات الرقمية مثل نمذجة معلومات البناء والنمذجة ثلاثية الأبعاد والتوائم الرقمية على تحويل مشهد السوق من خلال تحسين تخطيط المشروع وتنفيذه ومراقبته.