- قطر ترحب بخطوات إعادة هيكلة الدولة وتدعو لاحتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن كل المكونات دون إقصاء
اتخذت فصائل المعارضة المسلحة سلسلة من الاجراءات والقرارات على رأسها تنصيب أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية وتعطيل الدستور، وذلك بعد أقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمير الماضي، وكانت قطر أول المرحبين.
وأعلنت الإدارة السياسية السورية الجديدة حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القمعية اتلتابعة للنظام السابق، فضلا عن حلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" إن هذه القرارات جاءت خلال مؤتمر "إعلان انتصار الثورة السورية"، بحضور الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، والعديد من قادة الفصائل المسلحة وممثلي الثورة في قصر الشعب بدمشق.
ونقلت "سانا" عن الناطق باسم الإدارة العسكرية العقيد حسن عبد الغني قوله "نعلن تولية القائد أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، ويقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية".
وأعلن تفويضه "تشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي"، بعد "إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية".
كما أعلن حلّ حزب البعث الذي حكم البلاد لأكثر من 60 عاما.
ولم تتطرق القرارات المعلنة إلى مدة المرحلة الانتقالية، أو مؤتمر الحوار الوطني التي سبق للإدارة الجديدة أن أكدت العمل على تحضيره عقب فرار الأسد الذي امتد حكمه زهاء ربع قرن.
وشملت القرارات الجديدة حلّ الجيش والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة في عهد الأسد، إضافة إلى "جميع الفصائل المسلحة" المشاركة في الهجوم الذي أدى إلى الإطاحة به .
ونقلت "سانا" عن عبد الغني قوله "نعلن حل جيش النظام البائد، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية"، و"حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد... وجميع الميليشيات التي أنشأها، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين".
وأضاف "تحل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، وتدمج في مؤسسات الدولة".
وكان الشرع ألقى خطاب النصر ضمن المؤتمر نفسه تعهد فيه الحفاظ على السلم الأهلي وبناء اقتصاد الدولة، وفق "سانا".
وحدد الشرع أولويات سورية في المرحلة المقبلة بـ"ملء فراغ السلطة والحفاظ على السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة والعمل على بناء بنية اقتصادية تنموية".
وأضاف: كسرنا قيد نظام الأسد وأشرقت شمس سورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الشرع قوله: نعمل على استعادة سورية مكانتها الدولية والإقليمية.
وتابع: كما عزمنا في السابق على تحرير سورية، فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها. وقال: الصفة المتعارف عليها في الحرب هي الخراب وسفك الدماء، غير أن نصر سورية تحقق وملؤه الرحمة والعدل والإحسان.
من جهته قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن الجهود الدبلوماسية السورية تمكنت من تحقيق استثناءات وتعليق بعض العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دمشق ستركز على تعزيز الروابط العربية وبناء سياسة خارجية متوازنة.
وأكد الشيباني أن هذه الخطوة ستسهم في تشجيع المشاركة الدولية ودعم سورية، مما يعجل بعملية التعافي الاقتصادي والنمو.
وقد رحبت دولة قطر بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.
وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان على أن المرحلة المفصلية الحالية في سورية تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن كافة المكونات دون إقصاء حفاظا على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها وبما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة.
وجددت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لسورية في كل المجالات ومساهمتها الفعالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم.