60% من الأزواج على الأقل وكذلك 60% من الزوجات لا يملكون القدرة على الاستمرار في الحياة من دون شريك حياتهم، رغم ما قد يثيره لهم من أزمات في الحياة وما يسببه من مشاكل يومية متكررة ومتشابهة تصل إلى حد الحزن والاكتئاب، فهل السبب في التعلق بالنصف الآخر وعدم القدرة على العيش من دونه هو الحب؟
بكل قوة أقول انه ليس الحب، بل شيء أقوى من الحب، شيء تذوب فيه الفواصل والتفاصيل، وتمتزج فيه الأحاسيس ليتحول إلى مشاعر أقوى وأبقى من الحب، شيء له رائحة تشبه نسيم الليل العليل الذي يفوح في صمت وظلام فيجذبك دون أن تراه.
نعم، أقوى من الحب، فالحب زهرة رائعة لكن عمرها قصير، ولو كان هذا الشيء الذي أتحدث عنه حبا لتحول بفعل العادات السيئة التي نرتكبها جميعا في علاقاتنا الزوجية إلى كراهية.. والكراهية لا تحتمل بيتا، لكن، هذا الذي هو أقوى من الحب، يحمل ويتحمل ويسهو ويعبر ويعالج ويضمد ويرش في عيون الحساد الأرز والملح ليستمر البيت بيتا بكل عواصفه وكل أزماته وكل هوسه وكل جنونه.
ربما أنت لا تحب زوجتك الآن، وربما زوجتك تبادلك نفس المشاعر، وكلاكما تسألان الله الخلاص من هذا الفتور الكلي الذي اعترى حياتكما الزوجية، لكن الحقيقة أن اختفاء الحب بعد الزواج ليس معناه بالضرورة أن السماء سوف تمطر حجارة وزجاجا.. لكن الاحتمال الأكبر الذي يجهله أغلب الأزواج هو أن ما بعد الحب.. حب أقوى حتى لو تخللته أزمات كبيرة ومشاعر متناقضة.
والحقيقة الكبرى، أن إحساس التعاسة الذي يشكو منه الزوج أو تشكو منه الزوجة دون أن يحاولا الخلاص منه هو عبارة عن استسلام يائس قد يطلق رصاصة الغدر على زواج جميل بلا رحمة!
[email protected]