«الربيع العربي» كلمة مستوردة من مسمى أخذ من الاجتياحات والهيجان الشعبي الذي اجتاح أوروبا الشرقية في مطلع التسعينيات، ونحن كما تعودنا نستورد كل شاردة وواردة من الغرب والشرق بما في ذلك مسميات الاحداث، حتى ولو كانت تدمر أرضنا وعقولنا نأخذ بها ولا نناقش أهدافها ونواياها المستجدة، ونتعقل شيئا فشيئا حتى تتضح لنا الصورة والهدف الحقيقي لهذا المستورد الجديد ونحن الآن نريد ان ندخل عليه بعضا من الإضافات لعل وعسى ان يكون عربي المسمى، ولذلك نريد ان نتفحص مخاضه ومولوده المتوقع الذي نعتقد انه ستتضح معالمه في 2012 كما توقعنا وقلنا سابقا «إليّ بياكل الفول حيبان» وعلى أمة العرب ألا تستعجل بالهرولة نحو الاصلاحات بمندفعات يراد بها اصلاح أنظمة سادها الاهمال وتفشت بها جميع المخالفات لسلوكيات الحياة بمفهومها الانساني، فهذا من الأمور المتعذرة التنفيذ، ولا شك ان الاندفاع اليه بهذه الصورة المربكة ستدفع الى تدخلات خارجية تعصف بالوطن العربي الى منحنى غير المنحنى الذي حدث لأوروبا الشرقية لأنه سيسبب قتالا بين هذه الترسانة التسلطية من الأنظمة وشعوبها ويكون المولود مولودا عيناه زرقاء وشعره أشقر اللون، وهنا سترتطم الأمواج من باكستان مرورا بإيران وتركيا والأرض العربية فعلى العقلاء أن يتدخلوا بين صفوف المعارضة والأنظمة لإيجاد حلول وسطية لترسيخ الديموقراطية والحرية المنشودة لهذا الربيع العربي، ان كان عربيا حقا، وأن يبتعدوا كل البعد عن التلويح بالانتقام من الجانب الآخر حتى لا تصبح القضية حياة أو موتا وهنا تكون الطامة الكبرى التي حققنا بها مآرب الأعداد فيصبح ربيعنا دهرا أو قحطا ومن سعى لغير ذلك فهو يريدها هكذا مع شديد الأسف، فالواضح الآن ان التنظيمات التي دخلت على الموجات التغيرية لهذه الثورات الشبابية وبأعداد كثيرة، خصوصا المنبثقة من الخارج تجعل الخطط الاصلاحية تتناحر فيما بينها عندما تهيأ لها أرضية على مسرح الأحداث، فبدلا من ألا تتفقوا على برنامج واضح المعالم، وميثاق يبتعد عن الأهواء وتنفيذ مآرب الأعداء لا يمكن تحقيق ما يصبوا إليه شباب الحاضر والمستقبل فاجعلوا مولودكم عربي الملامح وحلوا مشاكلكم عن طريق علمائكم ومفكريكم والمثقفين من بني قومكم.
ولا تصدقوا أن الدول التي استعمرتكم وسببت لكم الحروب والجهل والفقر بأنها صادقة في جلب الحرية والديموقراطية وهي التي خسرت المليارات على الأسلحة التدميرية التي شتت أوطانكم وزرعت البغضاء بين صفوفكم وسلطت عليكم من لا يرحمكم حتى وصلت بكم الأمور الى هذا الحد.
***
راحة صيف: نرجو ان نرتاح في هذه الفترة الصيفية من مسرحية التجاذبات السياسية التي يقوم بها أطراف من الجهات التنفيذية والتشريعية الذين يحركون من قبل أسيادهم من كبار القوم مع شديد الأسف الذين يتمتعون بهذه المبارزات البيزنطية وشغلوا البلاد بخلافاتهم التي ينتفعون منها ويتساومون على تقسيم المصالح فيما بينهم ناسين او متناسين الأوضاع الاقليمية التي ستعصف بالمنطقة وما يسعون اليه ان هبت لا سمح الله وهم في غفلة يعمهون، خصوصا عندما هيأت لهم وسائل الإعلام الحديث عن طريق شبكة الانترنت التي جعلت السفهاء يجدون فيها ضالتهم ويبثون مقالاتهم ومعلوماتهم الكاذبة عن طريق هذه وتلك، فبدلا من استخدامها للتوجيه الاصلاحي عكسوا آياتها لمآربهم التافهة بنشراتهم الخبيثة.