توجهت أنظار العالم بأسره مساء الخميس الماضي إلى عاصمة المعز.. حيث حبس المصريون.. والعرب، بل لا أبالغ إذا قلت والغرب أيضا، الأنفاس وصوبوا أنظارهم نحو القاهرة لـ 4 ساعات متتالية دون ملل ولا توقف، لمتابعة حلم جميل لم نكن نجرؤ حتى على مشاهدته في منامنا، ولكن ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 حولت الحلم إلى حقيقة، ففي أمسية تاريخية أخذتنا إليها دماء الشهداء وأطراف المصابين «المبتورة» وعيونهم «المفقوءة» وحناجر كل من هتف بكلمة الحق في وجه سلطان جائر: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية، وقف اثنان من المرشحين لانتخابات الرئاسة المصرية عمرو موسى ود.عبد المنعم أبوالفتوح على قدميهما دون أن ينالا أي قسط من الراحة في مناظرة رئاسية لم يشهدها من قبل عالمنا العربي.
كان المصريون جميعا في انتظار تلك المناظرة، وكأنها مباراة نهائي الدوري، بين الأهلي والزمالك خصصت لها المقاهي والساحات الشعبية كل المساحات.. وكنت تسمع آهات الملايين وهم يتابعونها وعند مهاجمة الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى للأمين العام لاتحاد الأطباء العرب د.عبدالمنعم أبوالفتوح، أو العكس تجد الصمت الرهيب من الجميع وكأنها ضربة جزاء ستحدد من البطل.
وبعد انتهاء المناظرة انقسمت الآراء إلى فريق يؤكد أن موسى استطاع هزيمة أبوالفتوح، وآخر يرى أن أبوالفتوح هو الذي سحق غريمه، بينما تبنى فريق ثالث رأي أن المرشح حمدين صباحي هو الفائز من المناظرة وليس موسى أو د.أبوالفتوح، لأنهما «كشفا نقاط ضعف كل منهما بينما حمدين لايزال قويا».
وربما كانت المناظرة خطوة أولى نحو استعادة الريادة والدور التاريخي لمصر في المنطقة، ورغم الظروف العصيبة التي نعيشها في هذه الأيام إلا أن ما شاهدناه هو ميلاد أمل جديد نتمنى أن ينمو لتحقيق ما حلمت به الثورة لسنوات طوال وهو تداول السلطة وعدم الاستبداد بالحكم، ولست مع أن الفائز في المناظرة هو د.أبوالفتوح أو موسى، كما أن المستفيد منها ليس صباحي، بل الشعب المصري الذي عليه أن يفخر بالديموقراطية المقبلة.
رحم الله شهداءنا وأعان مصابينا الذين وهبوا لنا هذه اللحظات التاريخية والحرية في الاختيار، ورغم ما مر بنا من إهانات في الأيام السابقة إلا انني متفائل بمستقبل مشرق يحمل لنا الكرامة والعزة.
[email protected] - [email protected] - @masri77