عبدالله البالول
أكد النائب فيصل اليحيى أن الامور التي دفعت الشباب الكويتي للخروج والتظاهر بساحة الإرادة مازالت حاضرة في ظل وجود بذور الفتنة التي تحظى بالرعاية والعناية والحماية، إضافة الى الانقسام القبلي والطائفي، مشيرا الى ان رحيل الحكومة السابقة كان أمرا جيدا، لكن هناك عدة جوانب يجب أن تتغير بأسرع وقت ممكن حتى لا تسوء الأوضاع أكثر من ذلك.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الحركة الديموقراطية المدنية (حدم) مساء أمس الأول وحملت عنوان «الديموقراطية والإصلاحات السياسية» بحضور عدد كبير من الناشطين والناشطات السياسيين. وبين اليحيى انه مخطئ من يعتقد أن الحركات الشبابية وفئة الشباب التي خرجت الى ساحة الإرادة لها أهداف خفية أو تحمل فكرا انقلابيا، مشيرا الى أن الأيام الماضية أثبتت صدق نوايا هذه الفئة المهمة التي لم تطلب أي دعم، سواء أكان ماديا أو معنويا وإنما يتلخص هدفها في رؤية الكويت بأفضل صورة دون وجود فساد أخلاقي أو إداري أو حتى مالي، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك من يحاول ضرب شريحة الشباب. وذكر اليحيى أن المشكلة في الكويت متعددة الصور والملامح، حيث يجب إدراك كل أبعادها من أجل وضع أفضل الحلول، مشيرا الى أنه قبل الحديث عن أي مشكلة، فإنه يجب تحديد المشكلة وطبيعتها، مؤكدا في الوقت نفسه أن المشكلة بكل بساطة تتمثل في «الإدارة والإرادة»، فلا إدارة حاضرة حتى وان ذهب 1000 رئيس ولا إرادة الإصلاح موجودة على أرض الواقع.
وأضاف اليحيى: «هنالك واقع سياسي واجتماعي سيئ، لاسيما ان الانقسامات بأشكالها حاضرة نتيجة طبيعة الإرادة الموجودة التي جاءت لتحقيق مصالح شخصية، ومن ثم كانت النتيجة ما يعانيه المجتمع من محسوبيات، ما جعل الكثير ينجح في انتخابات مجلس الامة بسبب الطائفية والقبلية وسقوط البعض بسبب ابتعاده عن هذه الأمور». ووصف اليحيى الوضع الحالي «بالفوضى المنظمة»، مشيرا الى انه لا يوجد رابط بين عناصر التشكيلة الحكومية، حيث إنها فاقدة للمبادرة والإقدام للتشريع، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكومة غير قادرة على إدارة البلد، على الرغم من وجود وزراء أكفاء يعملون الى ساعات متأخرة من الليل، لكنهم في النهاية لن ينجحوا، مبينا في الوقت نفسه أن الأمر الآخر هو أن الحكومة لا تعكس إفرازات المجلس، ما سيؤثر كثيرا على العلاقة والعمل فيما بينهم.
وذكر اليحيى أن آخر مجلس أكمل مدته هو مجلس 96 وهذا أمر خطير، مشيرا الى ان هناك أقاويل يرددها البعض أن مجلس 2012 سيحل في 2012 وكأن هؤلاء يعولون على حل المجلس، مؤكدا في الوقت نفسه ان المجلس الحالي سيعمل على تشريع القوانين التي تعود بالفائدة للكويت وشعبها. وقال اليحيى إن هناك عدة أمور لم يتوقع الكثير تحقيقها، حيث كانوا يعتبرونها حلما، ولكن الحلم أصبح حقيقة، مشيرا الى أن الأيام المقبلة ستكون أفضل بالتأكيد في ظل التعاون بين بعض أعضاء مجلس الامة مع بعضهم البعض.
وأشار اليحيى الى أن الحرائق التي اجتاحت الكويت خلال الفترة الأخيرة أمر خطير، وكأن هنالك من يهدف الى حرق الكويت، مشيرا الى انه لا يمكن للعاقل ان يصدق ان الحرائق جاءت بمحض المصادفة وليست بالتالي مدبرة، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الأمور تؤثر على عجلة التنمية لكنها بالطبع لن توقفها.
وطلب اليحيى من الحكومة تطبيق مبدأ المساواة على كل شرائح المجتمع، مشيرا الى انه يعلم أنها لا تستطيع تطبيق هذا الأمر لأن هذا «الكرت» مهم بالنسبة لها مبينا في الوقت نفسه ان الجميع يعلم ان هنالك أناسا فوق القانون.
وبين اليحيى ان الوضع الحالي سيئ ومخيف واستمراره يعطي مؤشرا على ان السوء سيطول كل شرائح المجتمع، مشيرا الى انه من الواجب لمس وتحديد الجادة الصحيحة لتعديل الأوضاع، مؤكدا في الوقت نفسه انه في ظل الأوضاع الحالية فإن الأمور لا تبشر بالخير. وفي السياق نفسه ذكر الناشط السياسي د.عبدالرحمن البصمان أن الأوضاع السيئة التي يمر بها البلد سببها «دستور 62» الذي جاء بصفة مؤقتة ولتحقيق أهداف معينة، مشيرا الى انه في الستينيات كان عدد الكويتيين اقل بكثير من الآن إلا أن عدد ممثيلهم في البرلمان هو 50 عضوا، مؤكدا في الوقت نفسه أن التعداد السكاني تضاعف في الفترة الاخيرة ومازال عدد أعضاء مجلس الامة 50 عضوا وهذا أكبر دليل على ان الدستور يحتاج الى تعديلات كثيرة.
وبين البصمان ان هناك دراسات أجريت في الخارج أثبتت أنه لا ديموقراطية حقيقية في الكويت، وان كان البعض يدعي عكس ذلك، مشيرا الى ان الأوضاع الحالية في البلد سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومن ثم فإن على الجميع التكاتف للخروج من هذا الوضع مؤكدا في الوقت نفسه أن التغيير يجب ان يكون حاضرا.