أخيرا سيكون لدينا رئيس حالي وآخر سابق وليس راحلا، فلطالما كان الموت هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للتغير السياسي في مصر على مدار العقود الستة الأخيرة. خرج المصريون بالملايين للجان الاقتراع يحدوهم الأمل في مستقبل مشرق ودولة جديدة تصون كرامتهم، توفر لقمتهم وسبل معيشتهم الآدمية، يشعرون في أرجائها بسعة المجتمع في رحاب المساواة ولذة الأمن والأمان والطمأنينة في ظل العدالة وعلو سقف الحرية. البواعث على التفاؤل كثيرة، والمخاوف أكثر ولا نملك إلا انتظار ما ستبوح به الصناديق، والتي أتمنى أن يكون محتواها تعبيرا عن إرادة شعبية، مهما كان انتماء الرئيس الجديد وخلفيته السياسية والأيدلوجية، وليس محصلة طبيعية لاستخدام المال السياسي والمتاجرة بآلام الفقراء.
لو فاز د.محمد مرسي بالرئاسة فسنرى هل ستصبح مصر دولة تحكمها جماعة؟ أم ستكون الجماعة الوريث الشرعي للحزب الوطني؟ ومن سيكون صاحب الكلمة العليا في مصر الرئيس أم المرشد؟ وإلى أي مدى يشكل وصول الاخوان لسدة الرئاسة خطرا إقليميا؟ خصوصا بعد تصريحات د.مرسي الذي قال فيها ان مشروع النهضة ليس موجها لمصر فقط ولكنه سينطلق منها عربيا وإقليميا.
ماذا لو فاز د.عبدالمنعم أبو الفتوح؟ هل سيستطيع أن يبيع 35 عاما من عمره قضاها في أحضان الجماعة؟ وهل سيقبل المصريون اعتذاره عن تأسيسه للجماعة الإسلامية التي أراقت دماء الرجال والنساء والأطفال؟ وهل يخفي أبو الفتوح العنف تحت مظهره الوديع؟ ماذا لو فاز واحد من الفلول بالرئاسة؟ هل سيكون العفو عن مبارك أول قرار يتخذه؟ وكيف سيتلقى الشعب قرار العفو عن مبارك وعصابته في طرة؟ ماذا لو فاز أحد مرشحي الثورة سواء حمدين صباحي أو خالد علي؟ فهل ستتعاون باقي القوى السياسية معهم أم ستضع العراقيل في طريقهما؟ وهل سيغير مقعد الرئاسة الوثير السلوكيات الثورية والشعارات الرنانة أم أن مصر ستكون على موعد مع التغيير؟ هل ستغير نتائج الانتخابات الرئاسية عددا من أولويات وسيناريوهات المجلس العسكري الأعلى؟ متى ستحكم المحكمة الدستورية في قرار بطلان انتخابات مجلس الشعب؟ ومتى سيصدر الحكم النهائي في قضية مبارك ورجاله؟ أسئلة تستحق عناء التفكير من كل محب لمصر وحريص على مستقبلها.
***
في تغريدة له في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، كتب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي صباح أمس الأربعاء «اليوم وبعد ساعات قليلة من الآن، سيقرر المصريون مصير الأمة العربية»، في إشارة إلى بداية تصويت في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، كلام الرئيس التونسي مجاملة رقيقة من أشقاء نحبهم ويحبوننا ولكن الحقيقة أن مصر ستحتاج وقتا لتتعافى لتعود إلى مكانتها وثقلها عربيا واقليميا.
خلاصة الكلام
قال ارنست تشي جيفارا: الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان كحبنا الوحشي للوطن. إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك وطني.
[email protected] - @osamadeyab