سنبدأ رحلتنا اليوم عزيزي الرائع بمشهدين أريدك أن تتخيلهما لطفا، وتعيش بعضا من تفاصيلهما، وهما: أنت دخلت لمحل تجاري تريد اقتناء غرض معين فإذ بالبائع عبوس متهجم وعصبي جدا، يصرخ في وجه العاملين معه، فما شعورك؟
وقبل أن تجيب إليك المشهد الثاني: دخلت إلى محل مجاور له فإذا بصاحب المحل مبتسم، طليق الوجه، سأعاود نفس السؤال مرة أخرى: ما شعورك؟ وسأضيف إليه سؤالا آخر ليكون القرار الفصل المدعم لموضوعنا اليوم وهو: في المستقبل من أين تفضل شراء احتياجاتك من المحل الأول أم الثاني؟
نعم.. وكأني أسمعك تقول وتؤكد: من المحل الثاني طبعا، والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا: لماذا؟
وكأني أسمعك أيضا تقول همسا: لأنه كان مبتسما، مستفيدا من أحد الأمثال الغربية، الذي يقول: إذا كنت لا تجيد الابتسامة، إذن لا تفتح متجرا، وخلاصة هذه المقدمة أنك عزيزي القارئ تحب أن ترى كل من تقابله مبتسما، أليس كذلك؟
بلى.. هذه هي إجابتك المؤكدة.. إذن اسمع مني هذا السؤال، وتمعن فيه منتهى التمعن هل أنت تقابل الناس دائما بوجه مبتسم؟
لا أريد منك الإجابة الآن عزيزي الرائع، سأمهلك حتى الانتهاء من قراءة موضوعنا اليوم، وبعدها سأستطيع أن أراهن على إجابتك وعلى سلوكك في الأيام القادمة.
أحب ان أستفتح بعض دوراتي بهذا الكلام الذي سأكتبه لك الآن قارئي الكريم وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل 1433 سنة قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، وفي عصرنا هذا العلم الحديث اكتشف أن الانسان عندما يبتسم يرتفع معدل استيعابه حوالي 14 مرة، فكنت أقول لجمهوري دائما: ابتسموا في هذه الساعات التي نقضيها معا، لأني أسعد كثيرا عندما يسقط بصري على أحد منكم وأراه مبتسما، وأنتم بذلك تجنون فائدتين: أولاهما أنها صدقة، والثانية ارتفاع معدل الاستيعاب لديكم. وأستغرب بعدها حقا ممن لا يبتسم، فمن المواقف الطريفة التي حدثت معي في إحدى الدورات أن هناك شخصا من بين الجمهور كان يجلس في المقدمة ولا يبتسم أبدا، الجميع كان يتفاعل مع الدورة وتفاصيلها، إلا ذلك الشخص، وتعمدت الإكثار من القصص الطريفة والدعابات في الدورة طمعا في ابتسامته، وكل ذلك دون جدوى، وفي الاستراحة اقتربت منه وبدأت الحديث معه وسألته عن اسمه، والغريب أيها القارئ الرائع بأن اسمه كان: بسام!
ولكي أكون مقنعا ومحفزا لك صديقي الكريم، سأختم رحلتنا هذه ببعض الفوائد التي ستجنيها بابتسامتك تلك، وهي:
تحفظ للإنسان صحته البدنية والنفسية، وتنشط الدورة الدموية.
تساعد على تخفيض ضغط الدم إذ يتمتع المبتسم بنبض سليم ومتزن وتخفف الابتسامة من حموضة المعدة.
تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية، إذ تسرب الهدوء والطمأنينة داخل النفس، وأظن ان كل شخص يقرأ هذه الأسطر هو بحاجة ماسة لذلك.
تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين، وبذلك يستطيع المخ أيها المتفكر القيام بعمله بالشكل السليم.
تساعد على زيادة إفرازات الغدد الصماء مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية وملكة الغدد: الغدة النخامية.
وسأختم هذه الفوائد أيها الجميل المبتسم بأن الابتسامة تزيد الوجه جمالا وبهاء وتمنع التجاعيد المبكرة.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal