أهلا بك عزيزي المتفرد، سنبدأ رحلتنا بقصة جميلة قرأتها في كتاب للدكتور المبدع الشيخ محمد العريفي بعنوان «استمتع بحياتك» وسنستمد موضوعنا اليوم منه أيضا، وكالعادة سنطرحه بطريقتنا الخاصة ليكون أكثر قربا منك أيها الرائع، وإليك تفاصيل القصة:
مجموعة من الطلاب العرب ذهبوا إلى الولايات المتحدة لدراسة «فن التعامل الوظيفي» وفي أول يوم لهم بالجامعة وتحديدا في قاعة الدراسة، وقبل وصول الدكتور بدأ الطلاب بإلقاء التحية على بعضهم البعض مستمتعين ومبتسمين، وعند وصول الدكتور للقاعة، أخفى الجميع ابتسامته ليظهروا الجدية المطلقة إلا واحدا من الطلاب مازال يظهر القليل من الابتسامة فنظر له الدكتور تلك النظرة الحادة، وقال له: أنت إنسان غير جدي، ومستهتر ولا تستحق أن تكون بيننا في مقاعد الدراسة، اخرج، وانتظرني عند الباب لأنظر في أمرك.
وبعدها ألقى التحية على بقية الطلاب وعرفهم باسمه وبأنه سيقوم بتدريسهم هذه المادة، وطلب منهم قبل أن يبدأ بالتدريس بأن يقوموا بتعبئة استمارة تقييمية يوجد بها مجموعة من الأسئلة مثل:
- ما رأيك بالدكتور بشكل عام؟
- ما رأيك بأخلاق الدكتور؟
- هل تود أن تدرس مع الدكتور مرة أخرى؟
ووو..الخ، وغيرها من الأسئلة، وبعد ما انتهى جميع الطلاب من الإجابة عن اسئلة تلك الاستمارة التقييمية، وانتهى هو من تجميع الاستمارات، وقبل أن يبدأ بشرح المادة توقف وقال: أوووه أنا غضبت على زميلكم بسبب شخصي ضايقني قبل القدوم إليكم، فالمسكين لم يقم بأي خطأ فما رأيكم أن اعتذر له؟ وقام باستدعائه لدخول القاعة واعتذر له أمام الجميع وقال له: أنت طالب مجتهد قدمت من بلدك للولايات المتحدة للدراسة، وأنا مستعد للاعتذار إليك أمام جميع طلاب الجامعة، المهم أن تسامحني على ما بدر مني من سوء، وعندما جلس الطالب في مقعده، وأيضا قبل أن يبدأ الدكتور بشرح المادة قال للطلاب: زميلكم هذا لم يقم بتعبئة تلك الاستمارة سأوزع لكم الاستمارات التقييمية من جديد فوزعها ثم قام بتجميعها، والأجمل من ذلك أنه بعد ذلك قام بـ...
نعم قام بمقارنتها إذ كانت مقسمة على حسب مقياس ليكرت الخماسي إلى خمسة مستويات تقييمية، فإذا بالاستمارات الأولى خانة ضعيف ومقبول ممتلئة، وإذا بالاستمارات الثانية خانة ممتاز وجيد جدا ممتلئة، وضحك بعدها الدكتور، وقال لهم: أنا سأدرسكم مادة بعنوان «فن التعامل الوظيفي» وما شاهدتموه الآن كان الدرس الأول بعنوان «اللقاء الأول» وزميلكم هذا كان كبش الفداء.
واليوم أنا سأحدثك عزيزي القارئ عن هذا الدرس الذي لابد أن يكون الأول في حياتنا عند كل لقاء، فأنا شخصيا عندما أذهب للقيام بأي دورة، أحدث نفسي في الطريق وأنا ذاهب بأن هذا هو اللقاء الأول مع بعض الحضور، وسيأخذون نسبة كبيرة عن شخصيتي توجد في عنوان موضوعنا هذا أي 70%، وهذه النسبة ليست قليلة وسأنقلك الآن إلى الدورة التي كنت أقدمها لمجموعة من المعلمين الجدد في محافظة مسقط، عندما قلت لهم: أستطيع أن أجزم لكم ما هي الوصية التي حصلتم عليها ممن سبقكم في مجال التدريس في أول حصة دراسية، فسألوني ما هي تلك الوصية، فقلت:
* لا تبتسم أبدا للطلاب في أول حصة دراسية.
* يفضل ويستحسن أن تحمل معك عصا في أول حصة دراسية.
* لا تسمح لأي طالب بالخروج من الصف لأي سبب كان سواء كان للشرب أو دورة المياه أو...!!!
وعندما انتهيت من تلك الوصية، قال لي الأغلب بأن كلامك صحيح هذا ما سمعناه حقا، ولكن كيف عرفت أنت كل ذلك؟ فقلت لهم: أنا كنت معلما مثلكم ونفس تلك الوصية سمعتها ممن سبقني، والغريب أن هذه الوصية تتناقل عبر الأجيال، والأغرب من ذلك طبعا أن كل عناصرها خاطئة.
وفي الختام أيها الرائع لابد لك أن تتذكر عنوان موضوعنا اليوم «70% ستؤخذ عنك» عند اللقاء الأول فلتجعلها 70% إيجابية مبهرة، تعكس الصورة الحقيقية عنك متماشية مع الطريقة المتفردة والمبهرة التي خلقك بها الله عز وجل، وأنا لا أشك في ذلك «فأنت.. ولا أحد سواك» خير من يستطيع أن يحول الأفكار إلى سلوك ومن ثم عادة، أرجو لك لقاءات أولى مبهرة مع كل من تصادف بإذن الله.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal