أهلا بك أيها الرائع المتفرد، عنوان هذا المقال «ما أقصده أنا وما فهمته أنت» وهذا المعنى الإيجابي لعنواننا اليوم وأستميحك عذرا عزيزي القارئ بأن ما سأطرحه اليوم هو الجانب السلبي لهذا العنوان، وذلك بهدف أن تتجنبه في القادم من أيام ولتكن كما عهدتك دائما أكثر إيجابية، إذن دعني أبدأ معك أيها المتفكر بهذه الأسئلة:
٭ هل تعلم بأن أغلب المشاكل التي تقع بين البشرية على مر العصور في أغلب الأحيان تقع بسبب عنواننا اليوم؟
٭ هل تعلم بأن أغلب مشاكل الطلاق سببها عنوان مقالنا اليوم؟
٭ هل تعلم بأن من أهم أسباب الفشل والخسارة للأسف أيضا بسبب عنواننا اليوم؟
٭ هل وهل وهل... الخ؟
لذلك دعني أخبرك عزيزي قبل أن أخوض في غمار تفاصيل موضوعنا هذا بسر بيني وبينك سأقوله لك وبصوت منخفض «موضوعنا اليوم في غاية الأهمية لذلك ركز فيه لتتجنب الكثير من الإخفاقات خصوصا في مجال العلاقات الاجتماعية لأنني سأحدثك اليوم عن سوء الاتصال والتواصل» أظنك ستحافظ على سرنا هذا بتحويله إلى سلوك وواقع عملي ملموس، لنبدأ في التفاصيل التي أصبحت مهيأ لها بإذن الله.
ومما يدعم موضوعنا اليوم بأن أول مشكلة في تاريخ البشرية التي كانت بين هابيل وقابيل كان سببها ـ كما تشير أغلب الروايات ـ سوء اتصال بينهما، وبعدها توالت معظم المشاكل وفي الأغلب لنفس السبب
والآن سأحدثك عزيزي المنصت الرائع عن بعض مهارات الاتصال والتواصل بشيء من الإيجاز لأن الشرح المفصل لذلك سيحتاج كتاباً بأكمله، وإليك بعض المعلومات: وإليك عزيزي القصة القادمة التي ستوضح المعنى المقصود:
زوج ذهب إلى المستشفى يشتكي من ضعف في سمع زوجته، وقد سبب هذا الضعف الكثير من المشاكل بينهما، فطلب منه الطبيب أن يحدد درجة الضعف تلك بهذا الأسلوب، وهو عندما وصل الزوج بمقربة من البيت صرخ لزوجته: ماذا أعددت لنا لغداء اليوم؟ فلم يسمع الزوج أي إجابة فأقترب عند الباب وطرح نفس السؤال، ولم يتلق إجابة مرة ثانية فدخل البيت وفي الممر طرح نفس السؤال وأيضا هذه المرة لم يسمع أي رد، ليقترب أكثر ويطرح السؤال هذه المرة من الصالة، وللأسف أيضا لم يسمع الرد فدخل المطبخ واقترب من زوجته كثيرا وصرخ لها غاضبا: هذه خامس مرة أسألك ماذا أعددت لنا لغداء اليوم؟ فردت عليه وبكل هدوء: وهذه المرة الخامسة التي أجيب عليك وأقول: أرز ودجاج!
أظن الآن على وجهك ترتسم ابتسامة ملؤها الدهشة، فكما لاحظت قارئي الفطن مشكلة السمع كانت عند الزوج المشتكي، وليست عند الزوجة المشتكى عليها، وهذا ما يحدث في أغلب الأحيان باختلاف الشخصيات والمواقف طبعا.
سأختم لقاءنا بهذه القاعدة «من فضلك أجعلني أشعر بأنني مهم» الإنسان كائن عاطفي أكثر من كونه كائنا منطقيا، لذلك استثمر عاطفته نحوك الاستثمار الأمثل، ولا أحد يستطيع فعل ذلك إلا «أنت... ولا أحد سواك» وإلى أن ألقاك في الأسبوع القادم أرجو لك أن تفهم جميع كلماتك كما قصدتها بالضبط.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal