بقلم: طارق محمد الفريح
إن الاختلاف سمة كونية أوجدها الخالق سبحانه، وأكد عليها في كل موضع، وهذا الاختلاف هو سر استمرار الحياة وتطورها على هذا الكوكب، فلكل إنسان قدرات وميول وطبيعة تفكير مختلفة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرض منطقه الخاص على الآخر، تماما كما الكائنات الأخرى من الحيوانات والنباتات، فهي تمارس دورها الطبيعي في إكمال مسيرة الحياة والكون، ولكل منها صفاتها وأدوارها المختلفة، بعضها يتغذى على الآخر، وبعضها ينظف قاذوراته، وجميعهم تحتويهم الأرض في النهاية، وتتغذى من رفاتهم وهكذا، إنها من أعظم حكم الخالق التي تتجلى أمامنا في كل حين، لكنها تحتاج لأن ندق باب العقل، أن نمارس أبجدياتنا، أن نغوص في أعماق هذا العالم وروحه، وأن نحلق في فضاء ذاته، حتى نتحسس ذلك الخيط الرفيع الرابط بين أضلاع الكون والحياة، ونبدأ في سحبه ليكشف لنا مركب الوجود.
بعد هذه اللمحة البسيطة أود أن أسأل: كيف نسمح لأنفسنا بفرض تفكيرنا على الآخر؟ لماذا نتشدق بحكمة الخالق في مواضع وننسفها وفق أهوائنا في أخرى؟ أين نحن من تأدية أماناتنا تجاه الحياة التي نحملها على عاتقنا منذ ولادتنا؟ هل تعتقد يا إنسان أنك خلقت عبثا؟ هل تعتقد أن الحياة هي مجرد الإيمان بقوالب جاهزة لأفكار سائدة والاسترخاء حتى الممات؟ هل تعتقد أن موروثك ومنطقك هو الصحيح ويجب فرضه بالقوة على الآخرين؟ هل تعتقد أن من يخالفك الرأي والفكرة يجب شتمه والبصق عليه وركل جثته؟ لماذا تسمح فقط بالاختلاف المشروط بقواعدك؟ كيف تريد للحياة أن تستمر بالتشابه؟ وكيف تسمح لنفسك بتدمير البيئة لتنعم؟
عزيزي الإنسان، أنت مؤتمن من الله تعالى على الحياة، أرجو أن تكون إنسانا بحق.
tareq_al_freah @